هل المؤمن معصوم من الأمراض النفسية؟
“لاحظنا أن القريب من ربنا، بعيد عن الأمراض النفسية”.. ما إن نطق الدكتور المصري حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة في القصر العيني، بهذه الكلمات معلقًا على حالة تطلب استشارة
عندما ترى أمامك مائدة الطعام، ما أول ما تفكّر به؟ هل تتفقّد ساعتك الذكية التي تحسب لك السعرات المتبقية لهذا اليوم؟ أم تبدأ بالأكل بشراهة واستمتاع؟ إجابتك عن الأسئلة السابقة، تكشف الكثير حول صحتك النفسية والجسدية، فربما تكون مصابًا بأحد اضطرابات الأكل.
ففي عالمنا اليوم الكثير من البدع الغذائية المتعلقة بنوعية الطعام، أو كميته. ويزداد الضغط عندما تُلاحقنا التكنولوجيا بحساب السعرات الحرارية ومستويات السكر، وعندما يرتبط فقدان أو اكتساب الوزن بمعايير مجتمعية جمالية.
ففي بعض المجتمعات، البدين شكله أجمل، بينما في مجتمعات أخرى النحيف شكله أجمل، والكل يتسابق لينال الرضا المجتمعي حول شكله.
علميًا، نحن نأكل لسدّ الجوع، وإمداد الجسم بالمواد اللازمة للنمو. أما عاطفيًا ونفسيًا، فنحن نأكل لأسباب مختلفة.
نأكل إذا شعرنا بالفراغ أو البرد، ونحب مشاركة الطعام مع من نحبهم في الولائم والمناسبات تعبيرًا عن الامتنان والانخراط الاجتماعي. ونأكل في وقتٍ محدد امتثالًا لتعاليم دينية مثل وقتي السحور والفطور في فترة الصيام، وقد نأكل لنشغل أنفسنا عن شيءٍ يشغل تفكيرنا.
وبغض النظر عن السبب الذي نأكل لأجله، نكون في حالة صحية طالما أننا نسيطر على مشاعرنا نحو الطعام. لكن في بعض الحالات، يخرج الأمر عن السيطرة، وتبدأ اضطرابات الأكل في الظهور.
في فترات النمو المهمة مثل مرحلتي الطفولة والمراهقة، من الطبيعي ظهور بعض الاضطرابات في التغذية. لكن بالنسبة للبالغين، من المفترض أن يكون سلوك الطعام معتدلًا.
من أبرز اضطرابات الأكل:
الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي، يفضّلون الجوع على تناول الطعام، ويخافون بشدة من زيادة أوزانهم، ولديهم تصور عام مشوّه حول الصحة.
وبشكل خاص، تجد العديد من الفتيات في بداية مرحلة العشرينات من العمر، مُصابات بالهوس حول اكتساب بعض الوزن. المشكلة في هذا الاضطراب، أن المصابين به يعرّضون صحتهم الجسدية للخطر، ولا يستمتعون بطقوس الأكل الجماعي.
هذا الاضطراب خطير جدًا، لأن المصابين به تصيبهم نوبات من الإفراط في الأكل، تليها محاولات للتخلص مما تناولوه من خلال القيء أو الأدوية المسهلة أو مدرّات البول.
يعتقد المصابون بالشره العصبي أن النحافة تعادل الجاذبية، وينظرون إلى أجسادهم بصورة سلبية، لكنهم لا يستطيعون تجويع أنفسهم باستمرار، ولا يستطيعون التحكم منذ البداية بكميات أكلهم.
اضطراب الأكل بِنَهم مُشابه للشّره المرضي العصبي، لكن بدون جانب إرجاع الطعام. يميل المصابون به إلى الاندفاع لتناول الطعام بشكل كبير عندما يشعرون باندفاع عاطفي.
وغالبًا يشعر المصابون به بتدني احترام الذات والاستياء من الوزن الزائد، لكنهم لا يحاولون إرجاع الطعام او التحكم بكمّيته.
هذا ليس تشبيهًا لغويًا! إنه شرح بسيط للحالة العاطفية التي يشعر بها كثيرون.
بشكل شخصي، هل سبق وكنتَ حزينًا فالتهمت كمية كبيرة من الطعام على دفعة واحدة؟ ربما شعرتَ حينها أنك تلتهم حزنك أو قلقك وتريد أن تقضي عليه بقضمتين!!
هذه الحالة تُعرف علميًا بالأكل العاطفي، وهي سمة مشتركة بين اضطرابات الأكل المختلفة.
عندما تأكل بشكلٍ عاطفي، أنت لا تستخدم الشعور بالجوع أو الشبع للتحكم بالتهام الطعام، بل تستخدم المشاعر الإيجابية أو السلبية.
وفي الواقع أن الجميع يعانون في مرحلة من مراحل حياتهم من الأكل العاطفي، ويتّجهون خاصة إلى الأكل المقلي والمالح أو الحلويات. فهذه الأطعمة تحفّز مراكز المكافأة في الدماغ، وترتفع نسبة الدوبامين الذي يجعلنا نشعر بالرضا مؤقتًا.
تكمن المشكلة حين يصبح التهام العواطف نمط حياة منتظم، ويبدأ الشخص بفقدان السيطرة على شهّيته اتجاه الطعام.
لا تزال أسباب الإصابة باضطرابات الأكل غير دقيقة تمامًا، لكن هناك مسببات مشتركة بين المصابين بها بشكل كبير.
على صعيد الأسرة، وجد الباحثون أنه من الشائع انتقال اضطراب الأكل بين أكثر من شخصٍ في الأسرة، وهو أمرٌ قد يكون وراثيًا أو نمطًا اجتماعيًا.
وفي الواقع أن العوامل البيئية أو الاجتماعية هي من أهم المسببات لاضطرابات الأكل، نذكر منها:
تظهر على المصابين باضطرابات الأكل أعراض سلوكية وعاطفية وجسدية.
هناك أنواع عديدة من أساليب علاج اضطرابات الأكل، حسب المسبب الرئيسي لها، وشدة الاضطراب وغيرها من العوامل.
العلاج الدوائي: يستخدم عندما تصبح الحاجة ماسّة لاستعادة الوزن الطبيعي من أجل الحفاظ على الحياة.
العلاج النفسي: وهو أنواع عديدة أيضًا أبرزها العلاج بـ :
سرعتك في طلب العلاج من اضطرابات الأكل، يضمن عدم تفاقم الأعراض الجسدية والنفسية. لدى فامكير أخصائيون يستطيعون علاج الاضطرابات المختلفة بأفضل الأساليب العلمية والسلوكية.
سارع في طلب العلاج واحجز جلستك الآن.