هذا هو الذكاء الذي لم يكتشفه أستاذك في المدرسة
في المدرسة، اعتادوا وصف مَن يبرع بحلّ المعادلات الرياضية “بالذكيّ”، لكنهم على الأغلب أهملوا طلاب كثيرين يتمتعون بالذكاء العاطفي. فماذا يقصد بالذكاء العاطفي؟ هؤلاء الطلاب ربما لم يُحرزوا علامة نهائية
يُعد اضطراب الأكل القهري أحد الاضطرابات الشائعة في مجتمعنا اليوم، ويشكل تحدياً كبيراً للصحة النفسية والجسدية للأفراد المصابين به. في هذا المقال، سنستكشف تعريف اضطراب الأكل القهري، ونلقي الضوء على أسبابه المحتملة، ونناقش أهمية العلاج والأساليب المتاحة للتعامل مع هذا الاضطراب القاتل.
اضطراب الأكل القهري، المعروف أيضاً بالشهية القهرية، هو اضطراب طعام يتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام بشكل متكرر وغير مسيطر عليه، وذلك دون أن يرافقه فقدان الوزن أو استخدام إجراءات لمنع زيادة الوزن مثل التقييد الغذائي أو ممارسة التمارين الرياضية المفرطة. يُعتبر أحد الاضطرابات الغذائية الشائعة، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأفراد المصابين به.
تختلف أعراضه من شخص لآخر، ولكن من بين الأعراض الشائعة:
يتميز بتناول كميات كبيرة من الطعام في فترة زمنية قصيرة، بشكل متكرر ومتكرر جداً. يعني ذلك أن الشخص يأكل بكميات هائلة وغير طبيعية من الطعام في وقت قصير، دون أن يشعر بالجوع الفعلي أو الحاجة البدنية للتغذية.
يشعر الشخص المصاب بعدم السيطرة على عملية الأكل، حيث يكون غير قادر على التوقف عن تناول الطعام أثناء النوبات القهرية. قد يتناول الطعام بسرعة فائقة وبدون تمعن في الطعم أو الشعور بالشبع، مما يؤدي إلى الشعور بالندم والإحباط بعد ذلك.
قد يكون الشخص المصاب بالأكل القهري يتناول الطعام بسرية أو في وحدته، خوفاً من الانتقادات أو الانتباه السلبي من الآخرين.
يشعر الشخص بالشبع الشديد والثقيل. قد يشعر بانتفاخ في المعدة وعدم الراحة البدنية بسبب تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير.
بعد نوبة الأكل القهري، ينتاب الشخص المصاب بالشعور بالذنب والخزي. يعاني من الشعور بالعار والاستياء من نفسه بسبب فقدان السيطرة على الأكل وعدم التمكن من القيام بممارسة السيطرة الذاتية..
قد يكون الشخص المصاب بالأكل القهري مهووساً بالوزن والشكل الجسدي. يمكن أن يقضي وقتًا طويلًا في الانتباه إلى الطعام والسعرات الحرارية والوزن، وقد يميل لاتباع أنظمة غذائية قاسية أو استخدام وسائل تخفيف الوزن المتطرفة.
تعتبر الأسباب المحتملة لاضطراب الأكل القهري متعددة وقد تتداخل عوامل مختلفة لتسهم في ظهور هذا الاضطراب. من بين الأسباب المحتملة:
يعتقد الباحثون أن هناك عوامل وراثية تلعب دوراً في ظهور اضطراب الأكل القهري. قد يكون هناك ارتباط وراثي بين الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب وأفراد عائلاتهم الذين يعانون من اضطرابات طعام أخرى أو اضطرابات نفسية مرتبطة.
قد يكون لدي الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب تجارب سابقة بالتنمر أو الإهانة أو ضغوط الأداء العالية، وتلك العوامل تسهم في تشكيل علاقتهم المشوهة مع الطعام.
في بعض الأحيان يتعرض الأفراد لمعايير الجمال غير الواقعية والمثالية التي تروجها وسائل الإعلام والمجتمع، وهذا يؤدي إلى تطوير صورة سلبية للجسم والضغط على الأفراد للوفاء بهذه المعايير.
قد يعاني الأشخاص من صدمات نفسية مثل فقدان العزيز، الطلاق، التحولات الحياتية الكبيرة، أو الضغوط العملية المستمرة. تلك التجارب الصعبة قد تؤدي إلى اللجوء إلى الأكل القهري كوسيلة للتعامل مع الضغوط والمشاعر السلبية.
يُعتقد أن بعض العوامل المتعلقة بالتغذية قد تسهم في اضطراب الأكل القهري. على سبيل المثال، قد يؤدي الحرمان الشديد من الطعام أو الانتقائية الغذائية إلى زيادة شهية الشخص ورغبته في تناول كميات كبيرة من الطعام في فترات قصيرة من الزمن.
تُشير بعض الأبحاث إلى احتمالية وجود تغيرات في نشاط الدماغ أو التوازن الهرموني لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب الأكل القهري. هذه التغيرات قد تؤثر على عملية الشبع والرغبة في تناول الطعام.
اضطراب الأكل القهري له تأثير كبير على الصحة النفسية للأفراد المصابين به. يمكن أن يتسبب هذا الاضطراب في مجموعة من المشاكل النفسية والعاطفية التي تؤثر على الجودة العامة للحياة. فيما يلي بعض التأثيرات النفسية الشائعة:
يمكن أن يكون الشعور بالعار والخزي وفقدان السيطرة على الأكل عوامل مساهمة في ظهور الاكتئاب. قد يعاني المصابون بالأكل القهري من انخفاض في المزاج والاهتمام بالأنشطة اليومية وشعور بالحزن المستمر.
يعاني الأفراد المصابون من التوتر النفسي والقلق بشأن الطعام والوزن. قد يكون لديهم تفكير مستمر في الطعام والسعرات الحرارية والشكل الجسدي، وهذا يؤدي إلى تجربة القلق والتوتر المستمر.
يمكن أن يكون لديهم شعور بعدم الرضا عن الجسم والشكل الجسدي، مما يؤثر على ثقتهم في النفس وقدرتهم على التفاعل الاجتماعي.
قد يشعر المصابون بالأكل القهري بالخجل والعار من جسمهم ووزنهم، مما يجعلهم يتجنبون الأنشطة الاجتماعية.
يمكن أن يتسبب الأكل القهري في اضطرابات النوم مثل الأرق والأحلام الكابوسية. بالإضافة إلى أن القلق والتوتر المرتبطين بالطعام والوزن قد يتسببا في صعوبة النوم وتأثير سلبي على جودة النوم.
يواجه المصابون بالأكل القهري تضارباً في المشاعر تجاه الطعام. فقد يشعرون بالشهية المفرطة والتمتع بالأكل في بعض الأحيان، بينما يشعرون في الأحيان الأخرى بالشعور بالقلق والاضطراب حول تناول الطعام.
يتطلب علاج اضطراب الأكل القهري نهجاً متعدد الجوانب يشمل العلاج النفسي والتدخل الغذائي. إليك بعض الخيارات التي يمكن أن تكون فعالة في علاج هذا الاضطراب:
يمكن أن يساعد العلاج النفسي في التعرف على العوامل النفسية والعاطفية التي تؤدي إلى اضطراب الأكل القهري. يمكن أن يشمل العلاج النفسي التحليل السلوكي المعرفي، والعلاج السلوكي المعرفي الذي يهدف إلى تغيير الأنماط السلبية للتفكير والسلوك المرتبط بالأكل.
قد يكون الدعم النفسي من قبل أفراد الأسرة والأصدقاء ذو أهمية كبيرة. يمكن أيضاً الانضمام إلى مجموعات الدعم التي تجمع بين الأشخاص الذين يعانون من نفس الاضطراب لتبادل الخبرات والمشورة.
يشمل ذلك العمل مع أخصائي تغذية لتطوير خطة غذائية صحية ومتوازنة تلبي احتياجات الجسم وتساعد على استعادة العلاقة الصحية مع الطعام.
في بعض الحالات، يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام الأدوية لعلاج اضطراب الأكل القهري. يمكن أن تساعد بعض الأدوية على السيطرة على الرغبة القهرية في تناول الطعام، مثل مثبطات الشهية. يجب أن يصف الدواء ويتم متابعته بعناية بواسطة الطبيب المعالج.
يعتبر التوعية بمخاطر اضطراب الأكل القهري وتثقيف الفرد حول العواقب الصحية والنفسية المحتملة لهذا الاضطراب جزءاً هاماً من العلاج. يمكن أن تساعد النصائح العامة حول النظام الغذائي الصحي وأساليب إدارة الضغوط على تحسين العلاقة بالطعام والجسم.
في الختام، إذا كنت تعاني من اضطراب الأكل القهري، فندعوك بشدة لحجز جلسة استشارية مع أحد أخصائيي فامكير. ستوفر لك هذه الجلسة الدعم النفسي المناسب والمهارات اللازمة للتعامل مع أسباب هذا الاضطراب والعمل على علاجها.
المراجع: