أنا بالغ ولا أزال خائف من الانفصال عن أمي! ما السبب؟
عندما تبتعد الأم عن طفلها الصغير، يبدأ بالبكاء خوفًا من ابتعادها عنه. وعندما يدخل الطفل لأول مرة إلى المدرسة يشعر بقلق الانفصال عن أهله وبيته. لكن.. هل يشعر الكبار بقلق
رهاب المسؤولية من المشاعر السلبية التي قد يشعر بها الكثير من الأشخاص، وتتعلق هذه المشاعر بالخوف والقلق من تحمل المسؤولية والتزاماتها. وقد ينتج عن هذا الرهاب تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية.
في هذا المقال، سوف نتحدث عن رهاب المسؤولية وعواقبه السلبية على الصحة النفسية، وكيفية التغلب عليه.
حالة عقلية تجعل الشخص يشعر بالقلق والخوف من تحمُّل المسؤولية عن أي شيء في الحياة، ويمكن أن يؤثر على حياته الشخصية والمهنية. قد يعاني الكثير من الناس من هذه الحالة دون أن يدركوا أنها تسبب لهم مشاكل كبيرة في حياتهم.
ويعتبر رهاب المسؤولية اضطراباً نفسياً يؤثر على حياة الفرد ويمنعه من تحقيق النجاح في الحياة العملية والشخصية، حيث يتعذر عليه تحمل المسؤولية عن القرارات التي يتخذها وتنفيذ الأعمال التي يجب عليه القيام بها، ويؤدي ذلك في النهاية إلى تأخره عن تحقيق أهدافه وإنجاز ما يريد.
ويُعد شائعاً بين الناس، وخاصة بين الشباب والمراهقين الذين يكونون في مرحلة البحث عن هويتهم وتحديد أهدافهم في الحياة، ويعانون من القلق والتوتر حيال تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الصائبة في مواجهة الظروف المختلفة التي تواجههم.
تعد العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية أهم العوامل التي تؤدي إلى حدوث رُهاب المسؤولية، ومن بين هذه الأسباب:
إذا تعرض الفرد لتربية سلبية تجعله يشعر بأنه غير قادر على تحمل المسؤولية، فإن ذلك يؤدي إلى تكوين نمط سلوكي سلبي يجعله يبتعد عن المسؤوليات.
يشعر بعض الأشخاص بالقلق من الفشل عند تحمل المسؤولية، حيث يعتبرون أن الفشل يعني عدم الكفاءة والفشل في تحقيق النجاح.
يمكن أن يخاف بعض الأشخاص من تحمل المسؤولية بسبب خوفهم من الانتقادات والانتقادات السلبية التي قد يتعرضون لها إذا لم يتمكنوا من إنجاز المهمة بشكل جيد.
يعتبر الضغط النفسي والإجهاد الشديد عاملاً مؤثراً في رُهاب المسؤولية، حيث يؤدي إلى تقليل القدرة على التركيز وتنفيذ المهام بشكل جيد.
يؤدي التعب والإرهاق المستمر إلى تقليل الطاقة الذهنية والجسدية، وبالتالي تقليل القدرة على تحمل المسؤولية وتنفيذ المهام بشكل جيد.
التفكير السلبي والأنماط السلوكية السلبية تؤدي إلى رُهاب المسؤولية، حيث يعتبر الفرد أن المسؤوليات تعد عبئاً وعائقاً في حياته.
قد يخشى الشخص من تحمل المسؤولية عن الأمور المهمة والناجحة، وأن يحتاج إلى المزيد من العمل والتحمل في المستقبل.
يمكن للشخص أن يخشى من تحمل المسؤولية في حالة قيامه بشيء غير قانوني أو غير مقبول اجتماعيًا، ويشعر بالخوف من العقوبة التي ستلحق به.
رهاب المسؤولية يؤثر على الصحة النفسية بشكل سلبي جداً، ومن بين هذه الآثار :
يعاني الشخص الذي يعاني من رهاب المسؤولية من شعور بالضغط النفسي والقلق الشديد عند تحمل المسؤولية، وبالتالي يمكن أن يؤدي هذا الضغط النفسي إلى زيادة الاحتقان العاطفي والتوتر العصبي والإحساس بالإرهاق النفسي.
يشعر الشخص بالقلق الشديد عند تحمل المسؤولية، وقد يؤدي هذا القلق إلى الانعزال عن الآخرين والتفكير بالتجنب من الالتزامات والمسؤوليات الاجتماعية، وهذا يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية للفرد.
الشعور بالاكتئاب والتشاؤم وعدم الثقة بالنفس، ويمكن أن يؤدي هذا الشعور إلى زيادة الاحتمالية للإصابة بحالات الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى.
يعاني الشخص الذي يعاني من رُهاب المسؤولية من القلق المستمر وعدم الاستقرار النفسي، ويمكن أن يؤدي هذا القلق إلى اضطرابات النوم والأرق والتوتر العصبي وزيادة مستويات الإجهاد.
إذا كنت تعاني من رهاب المسؤولية، فهناك بعض الطرق التي يمكنك اتباعها للتغلب عليه:
قد يكون هناك أسباب معينة تجعلك تشعر بالرهاب من المسؤولية، مثل التجارب السابقة السلبية أو الخوف من الفشل. لذا عليك التحلي بالشجاعة ومعرفة الأسباب التي تسببت في هذا الشعور والتعامل معها بشكل فعال.
يمكنك التحدث مع أحد الأشخاص الموثوق بهم، مثل الأصدقاء أو الأفراد الذين يعرفونك جيداً، حيث يمكنهم تقديم الدعم والمشورة الإيجابية.
قد يساعد تجربة أشياء جديدة، وتحمل مسؤولية معينة في التخلص من رهاب المسؤولية. حيث يمكن أن يزيد ذلك من ثقتك بنفسك وقدراتك.
يمكن أن يساعد التفكير بإيجابية في التغلب على رهاب المسؤولية. حيث يمكنك التركيز على نجاحاتك والأمور التي تفعلها بشكل جيد، وعدم التركيز على الأشياء التي يمكن أن تذهب خطأ.
إذا كنت تعاني من رهاب المسؤولية بشكل كبير ولا يمكنك التغلب عليه بمفردك، فقد يكون من المفيد البحث عن المساعدة الاحترافية، مثل الاستشارة النفسية أو العلاج السلوكي المعرفي.
في النهاية، يجب على الشخص أن يدرك أن القدرة على تحمل المسؤولية هي مهارة قابلة للتعلم والتطوير. وأن التخلص من رهاب المسؤولية يتطلب الوقت والصبر والعمل الجاد والاستمرارية في التدريب والتعلم.
لا تتردد في حجز جلستك الاستشارية الآن مع أخصائيي فامكير ذوي الخبرة للحصول على الدعم اللازم.
المراجع: