نصائح للتخلص من الضغط النفسي في بيئة العمل والإرهاق الوظيفي
يسعى بعض الأفراد للوصول للتميز والنجاح، في ظل هذا السعي قد تلاحقه الكثير من الضغوطات، فكل من يسعى لتحسين علمه وقدراته، يواجه الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية من حوله،
يخطر ببالك فلان، فتتصل به وتدعو في الوقت ذاته “يا رب ما يرد”! تتحدث مع آخر عبر واتس أب كتابيًا، وتكون غير مرتاح لو اتصل بك صوتيًا. هل تحدث معك مثل هذه المواقف؟ ربما تكون مصاب برهاب الهاتف.
انتشار بعض الفكاهات عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل “يا رب ما يرد” وإن كان يضحكنا في حينه، إلا أنه قد يدل على اضطرابات نفسية دفينة.
فليس من المنطقي أن تكون لديك رغبة في الحديث مع أحدهم، وترتاح لمجرد أن لم يرد على هاتفه!
هناك مجموعة من الاحتمالات، تعتمد على شدة رفضك للمكالمات الهاتفية:
اضطراب نفسي شائع، يصنف ضمن الفوبيا الاجتماعية، يكون المصاب به غير قادر على التواصل من خلال الهاتف بسبب شعوره بالخوف أو القلق. وإذا ردّ صوتيًا قد يتلعثم أو يظهر بشكل غير لائق.
المصاب برهاب الهاتف، تبدأ معه حالة الفوبيا بمجرد سماع جرس هاتفه، وقد يكون مرتبطًا بأشخاص معينين أو بشكل عام. قد يصل الأمر مع بعض المصابين بالاضطراب إلى حد الارتعاش وتسارع دقات القلب، وهو يحتاج تدخلًا نفسيًا متخصصًا.
هناك احتمال آخر لعدم الرغبة في إجراء اتصالات مسموعة، وهو تأثير شكل حياتنا على وسائل تواصلنا. على سبيل المثال، انتشار تطبيقات التراسل وسهولة استخدامها، وما فرضته جائحة كورونا من عزلة، جعلت الكثير من الناس يستغني بشكل أو بآخر عن أي شكل من أشكال التواصل المباشر.
في هذه الحالة، لا يمكن أن نقول أنك مصاب برهاب الهاتف، لكن لديك حاجز نفسي مرتبط بطريقة التواصل مع الآخرين، ينبغي ألا تستسلم له.
في حالات عديدة، يرتبط جرس الهاتف أو المكالمات الصوتية خاصة في أوقات معينة، بذكرياتنا حول صدمات تعرضنا لها، فنخشى تكرارها ونخشى الرد على الهاتف.
على سبيل المثال، قد تتشاءم من اتصال أحدهم لأنه أبلغك مرة أو مرات بوفاة أقربائك. أو قد تشعر بالقلق الشديد إذا رن الهاتف في وقت معين تحديدًا، لأنه يذكرك بخبر سيء تلقيته فيه.
في هذه الحالة يكون العلاج من خلال مواجهة الصدمة، بمساعدة معالج نفسي مختص.
ماذا إن لم تتعرض لصدمات عبر الهاتف، ولست مصابًا بفوبيا الهاتف؟!
ربما تكون رغبتك الشديدة في الانعزال عن الاتصال بالآخرين مؤشر على إصابتك باضطراب معين مثل الاكتئاب أو القلق. وبالطبع لا يمكن تشخيص الإصابة بأي من هذين الاضطرابين دون فحص وجود أعراض أخرى مصاحبة.
بعيدًا عن منصات التواصل الاجتماعي التي تعزز عزلتنا هذه الأيام، يظل الهاتف وسيلة تواصل من الزمن الجميل!
فنحن نشعر بالسعادة والراحة النفسية حين نسمع صوت شخص عزيز نحبه، ونفرح حين نتواصل معه شاعرين بصوته وهو يبدي استجابات عاطفية مختلفة.
وحتى لو كانت المكالمة رسمية، يمكن أن يقول صوتك أكثر مما تقول كلماتك!
درّب نفسك على الحديث المباشر مع الآخرين، ونظم أفكارك قبل التواصل مع أحدهم إن كنت تشعر بالقلق. ولا تتردد في استشارة مختص إذا شعرت أن الأمر يخرج عن سيطرتك.