التنمر يهدد صحة أبنائنا النفسية
يكادُ يكون التنمّر مرض العصر المنتشر في كلّ مكان! فالتنمّر هو طرق يستخدمها شخص لمضايقة شخص آخر جسديًا أو لفظيًا بصورة مستمرة، بين شخصين مختلفين في القوة. وينتج عن هذا
“ضربني وبكى.. سبقني واشتكى!”
هذا ما خلصت إليه المحاكمة الشهيرة بين الفنان الأمريكي “جوني ديب” وزوجته الفنانة “آمبر هيرد”، حيث تفاجأ كثيرون من شكوى الزوج من عنف زوجته.
وعندما حاولت “هيرد” الدفاع عن نفسها بأنها كانت تعاني من أعراض ما بعد الصدمة، قالت الطبيبة النفسية إنها تعاني من شيء مختلف تمامًا. إنها مصابة باضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية الهستيرية، ما يجعل ردود أفعالها خطيرة وقاسية وغير متوقعة.
فما هو اضطراب الشخصية الهستيرية؟ ولماذا يلجأ المصابون به إلى التصرف بشكلٍ درامي؟
اضطراب الشخصية الهيستيرية هو حالة تسبب للمصاب مشاعر غير مستقرة، وصورة مشوّهة عن ذاته.
فالشخصية الهستيرية تبحث عن تقديرها لذاتها من خلال نظرة الآخرين لها، حتى لو اضطرت إلى اختلاق مواقف درامية أو غير لائقة لجذب الانتباه.
وإذا حاولتَ مناقشة المصاب بالاضطراب حول تصرفاته الغريبة، لن يعترف أنه يحاول جذب الانتباه، لأنه غالبًا لا يدرك الخلل في تصرفه أو طريقة تفكيره.
كل تلك الأعراض تجعلهم غير قادرين على الاحتفاظ بعلاقات اجتماعية سليمة، وخاصة العلاقة مع شريك الحياة.
لم يصل العلماء إلى سبب واحد وأساسي لاضطراب الشخصية الهستيرية. لكن هناك العديد من العوامل التي تساعد في ظهور الاضطراب أبرزها:
يعتقد العلماء أن نسبة ظهور الاضطراب لدى الأشخاص تزداد، إذا كان أحد أبويهم قد عانى منه. مع ذلك، لا يمكن تعميم النتيجة على كل عائلات المصابين بالاضطراب.
تعد صدمات الطفولة من أكثر مسببات العديد من الاضطرابات النفسية. قد يظهر اضطراب الشخصية الهستيرية إذا كان الطفل تعرض إلى سوء معاملة أو إهمال، أو وفاة أحد والديه.
تزداد احتمالية الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية، إذا كانت علاقة الطفل مع الأهل غير سوية، وكان فيها العديد من المشاكل.
قد تظهر الهستيريا لدى شخص أصيب بمشاكل أخرى، مثل الاضطرابات العصبية الدماغية، وانفصام الشخصية، والاضطراب ثنائي القطب، وغيرها من اضطرابات الشخصية.
أصعب نقطة في العلاج هي إقناع المصاب بالاضطراب، أن سلوكه غير طبيعي ويحتاج إلى متابعة خاصة. وفي حالة اقتناع المصاب بضرورة العلاج، قد لا يحتمل السير في الروتين الذي يحدده الطبيب، وهذا ما يجعل المُعالج يسير معه في أكثر من اتجاه.
خيار علاجي مهم جدًا، يتحدث فيه المصاب مع الطبيب أو المختص عن مشاعره وتجاره وأفكاره ونظرته إلى الحياة والآخرين. سيكتشف المُعالج سبب ما يعاني منه المصاب، وبناء عليه يتبع استراتيجيات علاجية.
في بعض الحالات يصف الطبيب النفسي أدوية لتخفيف أعراض الاضطراب، مثل الأدوية المهدئة أو أدوية الاكتئاب.
وفي الواقع أن محاولة التحكم بأعراض الاضطراب، تساعد المصاب على المضي في حياته وعلاقاته بشكل أفضل. فالعلاج يمنع تطوّر الأعراض، واحتمالية إيذاء النفس أو الآخرين.
من المحتمل أن يسبب إهمال علاج اضطراب الشخصية الهستيرية العديد من المضاعفات، أهمها:
من المهم أن تتواصل معنا إذا شعرت أنك تعاني من بعض أعراض الاضطراب، أو لاحظت أن أحد أفراد أسرتك يعاني منها.
البدء الفوري بالمتابعة النفسية والاجتماعية، ستحمي المصاب وعائلته من عواقب مضاعفات الاضطراب.
المميز في “فامكير” أنه بيئة آمنة تعتمد على السرية التامة، بحيث يمكنك جحز جلستك في أي وقت، والبدء بالحديث مع المختص دون أن نطلب منك أي معلومات شخصية.