هل آلامنا الجسدية تكشف معاناتنا النفسية؟
في أحيان كثيرة نعاني من آلام حقيقية، مع أننا لا نجد لها سببًا جسديًا مباشرًا. صداع مستمر أو آلام في الجهاز الهضمي أو التهابات متكررة، فهل تكشف هذه الآلام معاناتنا
بدأ عام دراسي جديد، وعاد الأطفال مشتاقون إلى بعضهم البعض. لكن ربما تبدأ سلوكيات الانزعاج من الزملاء بالظهور، أو بالأحرى يشعر بعض الأطفال بالغيرة. فهل سلوك الغيرة عند الأطفال طبيعي أم مشكلة نفسية؟ وما هو علاج مشكلة الغيرة عند الاطفال ؟
قبل سن السادسة، تعدّ الغيرة شعور انفعالي طبيعي، يبلغ ذروته بين عمر الثالثة والسادسة، ثم يخف تدريجيًا.
فعندما يصل الطفل إلى عمر الثلاث سنوات، يشعر أنه صار مستقلاً يستطيع أن يمشي ويأكل ويتحدث بنفسه، ويتوقع مزيدًا من الاهتمام من الأهل أو الحضانة، ويريد تلبية رغباته بشكلٍ فوري.
عندما ينشغل الأهل بشيء أو شخص آخر عنه، أو تنشغل المعلمة في الحضانة أو الروضة بطفلٍ آخر، يتخيل الطفل أن سيفقد الاهتمام، فيشعر بالغيرة.
ماذا بعد عمر السادسة؟
تطوّر إدراك الطفل السليم، سيجعله يعرف أن هناك أشخاص غيره مهمّون عند أهله أو معلمه، ويجعله يتقبّل وجودهم والاهتمام بهم، طالما أنه لا يزال يشعر بالحب والاهتمام الخاص.
لكن في أحيان عديدة، الطفل الغيور يبقى غيورًا، وقد ينطوي على نفسه أو يصبح عدوانيًا، أو تنتابه نوبات من الغضب والبكاء.
يخطئ الكثير من الأهل في التعامل مع الطفل، حتى يظن نفسه محور الكون، خاصة إذا كان طفلًا وحيدًا. يُفرطون في التدليل وتلبية الرغبات بشكلٍ آني، ويبرمجون نظام البيت وفق رغباته وأهوائه.
في تلك الحالة، لن يقبل الطفل التخلي عن هذا الاهتمام المفرط بسبب أخ جديد، أو يقبل اهتمام المعلم بطفلٍ غيره، لأنه اعتاد أن يكون محور الاهتمام.
على العكس من ذلك، تجد بعض الأهل يقلّلون من شأن أطفالهم، أو يقارنون بينهم وبين غيرهم، خاصة إذا كان الطفل يعاني من ضعف في التحصيل، أو مستوى ذكاء أقل.
شعور الطفل بأنه عديم الفائدة، بينما غيره من الأطفال -أخوة أو زملاء- مفيدون ويجذبون الاهتمام، يولّد لديه شعور الغيرة.
هل لاحظتَ أن طفلك يغار منكَ إذا اهتمّت زوجتك بك؟ هل أبدى لكم أنه لا يحب أخاه الصغير؟
حالات الغيرة بين أفراد الأسرة طبيعية، ولها تفسيرات كثيرة حسب علم نفس الطفل. فقد يشعر الطفل أن أخاه الصغير أصبح منافسه وليس شريكه، وقد يعتقد أن أمه وُجدت لتهتم به فقط ولا يحق لها أن تهتم بأحدٍ غيره.
لا يشترط في تلك الحالة أن يعاني الطفل من مشكلات أو اضطرابات نفسية سابقة. ربما تكون المشكلة فقط في عدم التعبير الصحيح عن المشاعر، أو عدم تهيئة الطفل الكافية لاستقبال طفل جديد.
يفرط بعض الأهل في قائمة الممنوعات المخصصة لأطفالهم، ظنًا منهم أنهم يحمونهم. ممنوع الذهاب في رحلة مدرسية، ممنوع اقتناء الحيوانات الأليفة، ممنوع اللعب بالرمل… إلخ.
كثرة الممنوعات وشعور الطفل أنه محاصر قد يجعله يغار من أقرانه الذين يتمتعون بحرية أكبر.
قبل أن تتطور الغيرة إلى سلوكيات أخرى، يمكن تطبيق بعض الخطوات مع الطفل، تعزز ثقته بنفسه وتخفف غيرته تدريجيًا، أبرزها:
وفي النهاية، كن ممتنًا لسلوكيات طفلك الإيجابية والسلبية. فشعورنا بوجود بعض المشكلات، يعطينا دافعًا أكبر لزيادة الاهتمام التربوي والنفسي به.