fbpx

أخاف من البقاء وحيد في المنزل.. هل أنا مصاب باضطراب نفسي؟

عهود العساف

عهود العساف

أخصائي اجتماعي

البقاء وحيداً في المنزل

“لا تتركوني وحيدًا في المنزل”.. صرخة يصيح بها كثير من الرجال والنساء على حد سواء، ويصبح البقاء “وحيدين” في المنزل فوبيا تسبب لهم نوبات هلع. فهل هذا اضطراب نفسي؟ وكيف نتغلب على الوحدة ؟

 

الخوف من الوحدة أم الشعور بالوحدة

قبل أن نشرح هذا الاضطراب النفسي، لابد أن نفرق بين أمريْن. الشعور بالوحدة ليس نفسه الخوف المفرط من الوحدة. 

فيمكن أن تكون مُحاطًا بالكثير من الناس، مع ذلك تشعر بالوحدة، لأنك لا تنسجم مع محيطك، وهو شعور طبيعي وليس اضطرابًا. 

في المقابل، هناك من يعاني من رُهاب الذات، أو الخوف من بقائه وحيدًا، ويحتاج أن يبقى بجانب أحدٍ باستمرار كي يهدأ قلقه، وهو ما يعرف برهاب البقاء في المنزل، أو رُهاب الذات. 

 

لماذا يعد الخوف من الوحدة اضطرابًا نفسيًا؟

لأن المُصاب بهذه الحالة، تُساوره المخاوف والقلق الشديد، لمجرد أنه وحيد في المنزل، دون وجود أسباب حقيقية للخوف، ولا يطمئن إلا بوجود أحد بجانبه. 

الاضطراب غير مرتبط بعمرٍ ما، أو جنس محدد. فقد تجد زوجًا أربعينيًا، لا يستطيع الجلوس في المنزل إن خرجت زوجته لساعات قليلة. وقد تجد زوجة ترفض المبيت وحدها في المنزل، إن كان زوجها مسافرًا، رغم توفر وسائل الأمان. 

إذاً.. فالأمر نفسي.

 

ما الذي يتخيله مَن يخاف من البقاء وحيد في المنزل؟ 

رغم معرفة الشخص أن الباب مُقفل بالمفتاح، وأن هناك كاميرا مراقبة على سبيل المثال، وأنه في مكان آمن، إلا أنه يتخيل سيناريوهات تجعله خائف باستمرار مثل: 

  • الخوف من لصوص محتملين، أو غرباء يمرون بالقرب من المنزل. 
  • ​​الخوف من كونه غير محبوب أو غير مرغوب به أو لا يهتم به أحد، لمجرد أنه وحيد في المنزل. 
  • الخوف من حدوث أمر صحي طارئ. 
  • الخوف عند سماع أي صوت غير واضح أو غير متوقع. 

 

كيف تتحول هذه المخاوف إلى أعراض ظاهرة؟ 

بمجرد تخيل تلك السيناريوهات، يبدأ المصاب بالارتعاش والقلق والرغبة في الهرب، والشعور بالرعب الشديد لفكرة أنه وحيد في مواجهة أسوأ السيناريوهات!

 

لماذا يخاف البعض من البقاء بمفردهم؟

ربما يكون سبب الخوف التعرض إلى صدمة في الطفولة -ربما لا يذكرها العقل الواعي الآن- خزّنها الدماغ وكانت السبب في توليد مشاعر الخوف والقلق. 

وربما يكون السبب انفصال الأهل أو وفاتهم، ما يجعل الشخص يخشى من تكرار المشهد الذي يؤثر فيه بشدة. 

وهناك احتمال أن يكون الشخص مصابًا باضطراب آخر يجعله يخاف من البقاء بمفرده، أو يشعر بتقدير منخفض لذاته ولا يثق بنفسه. 

 

هل يمكن علاج الخوف من البقاء في المنزل؟ 

الخبر الجيد أن المصابين بهذا النوع من الاضطراب يمكن أن يستجيبوا للعلاج بتقنيات مختلفة، خاصة إذا زادت رغبتهم في التعافي من مخاوفهم. 

 

ويتم علاج اضطراب الذات من خلال: 

  • استحضار الأسباب التي تجعل الشخص خائفًا أو قلقًا ومناقشته بوعي حول احتماليات حدوثها وكيفية تعامله معها.
  • اكتشاف إن كان الخوف مرتبطًا بصدمة قديمة، ومعالجة آثارها النفسية. 
  • اتباع تدريبات تقوي الثقة بالنفس والاعتماد على النفس. 
  • تمارين الاسترخاء والتأمل لتفريغ مشاعر القلق. 
  • العلاج بالتخيل، حيث يطلب المعالج من المريض تخيل السيناريوهات السيئة، وتدريبه على مواجهتها. 
  • في بعض الحالات قد يلجأ الطبيب النفسي إلى إدراج أدوية مهدئة في بروتوكول العلاج، خاصة إذا ارتبطت الحالة بنوع آخر من الاضطرابات النفسية. 
  • التدرب على الثقة بالنفس، حيث يطلب المعالج من المصاب التدرب تدريجيًا على البقاء بمفرده، مع ثقته أن هناك أحد سيقدم له الدعم عند الحاجة. 

 

ماذا لو استسلمتَ لمخاوفك؟ 

للأسف ربما تفقد العديد من علاقاتك المهمة، مثل العلاقة مع الشريك، إذا شعر أنك تضيّق الخناق عليه كلما تركك لوحدك في المنزل. 

وربما تتأثر علاقاتك الاجتماعية الأخرى أو المهنية، إذا كانت الظروف تتطلب بقاءك وحيدًا كل يوم. وقد تتطور نوبات القلق والخوف إلى نوبات هلع حقيقية تستوجب علاجًا نفسيًا وأدوية كيميائية. 

 

من أين أبدأ بالعلاج و كيف اتغلب على الوحده ؟

من هنا

بكل سهولة يمكنك البدء بحجز جلساتك مع المعالجين النفسيين في فامكير، وسيتعاملون مع حالتك بكل سرية وحرفية. 

 

تفاصيل الكاتب
عهود العساف

عهود العساف

أخصائي اجتماعي

4.9/5
.اخصائية اجتماعية، ماجستير خدمة اجتماعية جامعة الملك سعود .خبرة في تقديم الاستشارات الاسرية والزواجية .كل انسان لديه...
حجز موعد حجز موعد حجز موعد احجز الآن عن طريق تطبيق فامكير
x