كيف نسيطر على انفعالاتنا؟
كيفية ضبط الانفعالات : كيفية ضبط الانفعالات ؟ السيطرة على الانفعالات واحده من أهم الأدوار في حياتنا فالانفعالات مهما كانت انفعالات ايجابية أو انفعالات سلبية تكون ذات نتائج مرتجعة. وقد
“لاحظنا أن القريب من ربنا، بعيد عن الأمراض النفسية”..
ما إن نطق الدكتور المصري حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة في القصر العيني، بهذه الكلمات معلقًا على حالة تطلب استشارة في برنامج تلفزيوني، حتى ثار الكثير من الناس، رافضين الربط بين المرض النفسي وبين مستوى التديّن.
الطبيب المصري عاد وأوضح أنه قصد بكلامه أن المتدين لا يقلق ولا يُصاب بالاكتئاب، مؤكداً أن الشخص المؤمن أقل عُرضة للإصابة بالمرض النفسي.
سبب أساسي في الجدل الذي ثار حول هذا الرأي نابع من الفهم القاصر للدين. فهناك فرق كبير بين مَن يؤدي الشعائر الدينية دون أن يشعر بمعانيها الحقيقية، وبين مَن يؤديها حبًا لله وشعورًا منه بالامتنان والشكر على النعم. لهذا قال البعض، المرض النفسي يصيب المؤمن أيضًا، وهو رأي صحيح بنظرنا أيضًا.
الفكرة الأساسية التي لا بد من توضيحها، هي علاقة الإنسان الحقيقية بربه، بعيدًا عن تقييمنا لها كبشر لا نرى سوى الظاهر منها.
فأنت قد تقول إن فلانًا متدين لأنك تراه ملتزمًا بفروضه وصيامه وغيرها من العبادات، لكنك حقيقة لا تعرف ما “وَقَر في قلبه”.
كمسلمين، نربط بين ما نقرأه في القرآن وبين صحتنا النفسية، مثل قوله تعالى: “ومَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا”، وقوله تعالى: “فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.
كما يحضرنا قول رَسُولُ الله ﷺ: “عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ.” رواه مسلم.
هذه الآيات والأحاديث وغيرها الكثير، تؤكد أن في ذكر الله والتقرب منه طمأنينة وراحة، فالتقرب من الله سلاح قوي في مواجهة الاضطرابات والأمراض النفسية.
فأنت حينما تؤمن أن بالقضاء والقدر خيره وشره، تكون أكثر قدرة على تحمّل الضغوط اليومية والابتلاءات، وأكثر قدرة على التعامل معها، وأكثر بعدًا على التفكير في إيذاء النفس.
علاقة المؤمنين بالله -بغض النظر عن شعائرهم الدينية- بالأمراض النفسية، أثارت اهتمام الكثير من الباحثين منذ سنوات طويلة جدًا. وإليك أبرز ما توصل إليه العلم:
لأن كل ما ذكرناه منذ بداية المقال، لا ينفي وجود أشخاص لا يؤمنون بالله ومع ذلك يعيشون في صحة نفسية جيدة. فالتوازن النفسي هو مجموعة من العوامل المتكاملة، منها ما هو روحي ومنها ما هو مرتبط بالوضع الاجتماعي والمهني والبيئة السياسية والثقافية والتربوية وغيرها الكثير.
لنكون واضحين حول علاقة الإيمان بالمرض النفسي، يجب أن تستعين بمثال تتشابه فيه ظروف شخصين إلى حد كبير من حيث المقومات المادية والاجتماعية والتربوية وتختلف فقط في مستوى الإيمان والتدين. في هذه الحالة، سيتفوق المؤمن بدرجات على الملحد.
حسب المسح الوطني السعودي للصحة النفسية -2019-، عانى 34% من السعوديين باضطرابات في الصحة النفسية خلال فترة من فترات حياتهم. 83% من المشخّصين باضطرابات حادة لم يسعوا لتلقي العلاج، و8.5% منهم يلتمسون العلاج من رجال الدين والمعالجين غير الطبيين.
لاحظ أن ثلثي المصابين باضطرابات حادة، يتركون أنفسهم عرضة لتفاقم اضطراباتهم، وهو أمر خطير للغاية لأن الاضطرابات الحادة تحتاج علاجًا ممنهجًا وعلميًا. أما عن النسبة القليلة التي تلتمس العلاج من الشيوخ على سبيل المثال، فلنا كلمة لهم.
العلاج النفسي المبني على أسس علمية مختلف تمامًا عن الممارسات الروحية والدينية التي تساعد فعلًا في التشافي وزيادة الصبر على مصاعب الحياة.
من المهم -حين تشعر بمشكلة نفسية- ألا تبادر باتهام نفسك بضعف الإيمان وتبدأ بجلد ذاتك، فكما ذكرنا أن صحتك النفسية مرتبطة بعوامل كثيرة.
ومن المهم أيضًا عدم الاكتفاء بالعلاج الروحي بمفردك، لأن استشارة المختص النفسي تعود بك إلى جذور المشكلة، وتمدك بحلول واقعية مستمدة من حالتك، وتنصحك أيضًا بتقوية صلتك مع الله، وهذا هو نهجنا في “فامكير“.