كل من يهمه الموضوع
الألم كظاهرة بيولوجية ونفسية معقدة لا يقتصر على الإحساس العضوي الناتج عن التحفيزات الضارة، بل يتعداه إلى البُعد العاطفي والاجتماعي الذي يُشكّل تجربة فريدة لكل فرد. تُظهر الدراسات الحديثة في علم الأعصاب وعلم النفس أن التعامل مع الألم ينقسم إلى مسارين متناقضين: التقبل الواعي الذي يُحفز آليات التكيف الإيجابي ويُقلل من حدة المعاناة عبر إعادة تقييم الموقف، والإنكار السلبي الذي قد يُخفف من الشعور المؤقت بالألم لكنه يُعمّق التوتر الداخلي ويُعيق عملية الشفاء النفسي والجسدي. فبينما يُعزز التقبل الاتصال بالواقع ويفتح الباب أمام الحلول، يُحوّل الإنكار الألم إلى جُرحٍ خفيّ يتفاقم مع الصمت. يقول عالم النفس كارل يونغ: "مَن يُواجه ألمه بِصَفْحِ العقل ورِحاب القلب، يصنع من الألم سُلّماً للنهوض.. ومَن ينكره، يبني حول روحه سجناً من الظلام".