كل من يهمه الموضوع
الحوار مع الذات، الذي أطلق عليه عالم النفس ليف فيجوتسكي «بذور الوعي التي تُزرع في حقل اللغة الداخلية»، ليس مجرد حديثٍ عابر، بل جسرٌ بين العالم النفسي والاجتماعي. نفسيًّا، يعمل هذا الحوار كأداة لتنظيم المشاعر عبر تفعيل شبكات القشرة الأمامجبهية (المسؤولة عن التأمل) وتعديل نشاط اللوزة الدماغية (مركز الخوف)، مما يُحسِّن المرونة المعرفية ويُقلل من التشوهات الفكرية. اجتماعيًّا، يُشكِّل هذا الحوار مرآةً للقيم الثقافية السائدة؛ فالمجتمعات التي تشجّع التفكير النقدي الذاتي تُسجِّل مستويات أعلى من التعاطف الجماعي، بينما تُظهر دراسات أن قمع الحوار الداخلي في البيئات الاستبدادية يُغذي الانفصال عن الذات والآخرين. وهذا الحوار الداخلي ليس مجرد تدفق أفكار عشوائي، بل آلية تطورية لتنظيم المشاعر وتحسين الأداء المعرفي.