منتصف العمر أزمة أم نضج؟
إذا كنتَ في مرحلة الثلاثينيات فلا شكّ أنك لاحظتَ تغيرًا في أولوياتك ونظرتك إلى الحياة، فهل هذا يعني أنك نضجت أم ستمرّ بأزمة منتصف العمر؟ و كم تستمر أزمة منتصف
لنتعرف في هذه المقالة على أعراض التحرش بالأطفال .
قد لا يجدُ الطفل الذي يتعرّض للتحرش الجنسي، الكلمات المناسبة للتعبير عمّا يحدث معه. وفي كثير من الأحيان، لا يفهم هذا الانتهاك الذي يخترق خصوصية جسده الصغير، ويتسبب له بأذى قد يرافقه لفترة طويلة من حياته.
وإن شعر بالإساءة، فغالبًا سيردعه الخجل من البوح، فكيف يُمكن للأم أو الأب أن يكتشفوا تعرّض طفل أو مراهق للتحرش؟
الأمر صعبٌ بعض الشيء، لا سيما مع التهديد الذي يفرضه المتحرّش وتستسلم له الضحية القلقة والخائفة. إلا أن هناك مجموعة من العلامات التي يُقدمها المختصون باعتبارها دلائل على حدوث أمر مريب ويستدعي النظر فيه.
تأثير التحرش يتجاوز بكثير أي إصابات جسدية. فيمكن أن تكون صدمة التعرض للتحرش أو الاعتداء الجنسي مدمرة نفسيًا، ما يجعل الطفل أو المراهق يشعر بالخوف والخجل والوحدة أو الكوابيس والذكريات غير السارة.
فهو يشعر أن العالم مكان غير آمن، ولا يثق بالآخرين ولا حتى بنفسه، ولا يعرف لماذا يحدث معه ذلك، ما يعرضه إلى القلق والاكتئاب والعديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية والمشكلات الجنسية.
وتشير الدراسات التي أُجريت على أطفال صغار جدًا ويعانون من مشاكل في السلوك الجنسي، إلى أن 49٪ إلى 80٪ منهم تعرضوا للإيذاء والتحرش الجنسي. في حين تشير بعض الأبحاث إلى أنه كلما كان الطفل أصغر سنًا، زادت احتمالية ارتباط السلوكيات الجنسية بتاريخ الاعتداء الجنسي.
ولكن من المؤسف عدم اهتمام الأهالي بموضوع التحرش أو الثقة العمياء فيمن حولهم، وهذا مما لا شك فيه يؤثر على الطفل.
هناك الكثير من الخرافات المنتشرة في المجتمعات للأسف، حول فكرة وعملية التحرش الجنسي، تصعّب عمل المختصين، وتعرض مزيد من الأطفال للخطر، أبرزها:
إنها الخرافة الأولى والأكثر شيوعًا!
في الواقع، لا توجد طريقة مؤكدة للتعرف على المتحرّش. فيبدو الكثير منهم طبيعيين تمامًا وودودين ولطيفين، خاصة إن كانوا من أقرباء الضحية.
هذه الخرافة تعتبر أن الطفل أو المراهق إن لم يقاوم أو يرفض التحرش، فلا بد أنه لم يعتقد أن الأمر بهذا السوء، ويزداد توجيه هذا الاتهام بشكل خاص للفتيات.
أما الحقيقة فتقول إنه أثناء الاعتداء أو التحرش الجنسي، من الشائع جدًا أن يتوقف العقل والجسم ويكونان في حالة الصدمة، مما يجعل من الصعب التحرك أو التحدث أو التفكير.
الخرافة التي جعلت كثير من الأهل يبحثون عن المتحرّش بعيدًا، بينما هو أمامهم وربما يدخل بيتهم! ليس الأشرار فقط من يسيئون لأطفالنا، وليس كل الأهل السيئين يؤذون أطفالهم عمدًا، وهناك الكثير من الحالات كان المجرم فيها يعاني من مشكلة في الصحة العقلية أو مدمن على المخدرات.
يتبنّى هذه الخرافة كثير من الناس، لأنهم يرفضون التصديق أن الأب أو الخال أو ابن العم الكبير يمكن أن يؤذي الطفل ويعتدي عليه. في الحقيقة أن معظم حالات الإساءة تحدث من قبل أفراد العائلة والأشخاص المقربين من العائلة.
فالأهل لن يمانعوا خروج طفلهم وحيدًا مع قريبٍ لهم، والطفل لن يشعر بالريبة إذا طلب منهم أحد أقربائه القدوم إليه وحده.
هذه الخرافة تدمّر حياة الضحية مرة أخرى، فقد ينظر المحيطون به إلى أنه أصبح غريبًا أو أنه سينتقم بنفس الطريقة، فماذا تقول الحقيقية؟
صحيح أن الأطفال الذين تعرضوا للإيذاء، هم أكثر عرضة لتكرار التحرش كبالغين، حيث يكررون دون وعي ما مروا به عندما كانوا أطفالًا. ولكن من ناحية أخرى، فإن العديد من البالغين الناجين من الإساءة والتحرش لديهم دافع قوي لحماية أطفالهم مما مروا به ويصبحوا آباءً متميزين.
إذاً، لا يمكن تعميم هذه الخرافة والتعامل معها على أنها حقيقة مسلم بها.
رغم أنه قد يكون صعبًا اكتشاف تعرّض الطفل أو المراهق للتحرش أو الاعتداء، إلا أن هناك علامات من المهم ألا يتهاون الأهل بشأنها، خاصة إذا لاحظوا تكرارها أو اجتماع أكثر من علامة معًا، أبرزها:
قد يبدو أن هذه القائمة من العلامات صعبة، خاصة أن بعض العلامات تتعارض مع غيرها مثل الإفراط في الامتثال أو المعارضة، أو إظهار سلوكيات رجعية أو سلوكيات جنسية متقدمة.
ولكن من المهم جدًا والذي يجب مراعاته عند البحث عن علامات التحرش أو الاعتداء الجنسي عند الطفل، هو مراقبة التغييرات المفاجئة في السلوك، والثقة بحدس الأهل، وعدم تجاهل مشاعر كأم أو أب إذا بدا لك شيء ما مريب.
وإذا أخبرك طفلك أن شخصًا ما يجعله غير مرتاح، حتى لو لم يتمكن من إخبارك بأي شيء محدد، فاستمع له واقترب منه أكثر.
ولا تنسَ دائما قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
” كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.
فأطفالك أمانة احتسب الأجر في الحفاظ عليهم من الأنفس المعتلّة.
وبالطبع، ستجد المختصون النفسيون والاجتماعيون في “فامكير” على أهبة الاستعداد لمساعدتك في حال اكتشفتَ أمرًا، في محاولة لتخطّيه بأقل الخسائر.