fbpx

الفراشة ستأكلني! كيف تتعامل مع مخاوف طفلك؟

منى السميط

منى السميط

أخصائي نفسي

الخوف الشديد عند الاطفال

“لا أريد النوم وحدي.. أنا خائف” و“ماما.. الفراشة تلحق بي.. أنا خائف!” و“أبي.. الستارة تتحرك لوحدها.. أنا خائف!” وما هو الخوف الشديد عند الاطفال ؟

هل من الطبيعي أن يخاف طفلك باستمرار؟ وكيف تفرق بين الخوف الطبيعي عند الأطفال وبين الخوف الشديد أو الفوبيا؟ 

 

عندما يبدأ الطفل بإدراك الأشياء حوله، تزداد مخاوفه من أشياء تبدو لنا كبالغين طبيعية. فقد يخاف الطفل من صوت الماء، أو من القطط، أو من حركة الستارة المفاجئة، أو يتخيل أن الفراشة وحش يلاحقه!

في علم نفس الأطفال، شعور الخوف يعني تطور فهم الطفل، وتطور خياله، فهو المنبّه الذي يجعله حذرًا. لكن في بعض الحالات، يعاني الأطفال من الخوف الشديد أو الزائد وهو ما يتحول إلى فوبيا تستوجب العلاج. 

 

اقتلع خوف طفلك الزائد كما زرعته!

هل أنا المسؤول عن خوف ابني الزائد؟! للأسف.. أنت مسؤول عن جزء كبير من مخاوفه. 

  • خوف الأهل المبالغ فيه تجاه الطفل إذا سقط على الأرض، أو إذا خرج للعب مع الأطفال، أو ابتعد عنهم للحظات. 
  • تعويد الطفل على اللجوء إلى أهله كلما تعرض إلى مشكلة ما، وعدم قدرته على حلّ مشاكله بنفسه. 
  • سوء معاملة الطفل وتعنيفه وتخويفه من شخصيات ومواقف مختلفة. 
  • فقدان مشاعر الاحتواء والأمان والحنان من الأهل. 
  • ظهور علامات الخوف والذعر على وجوه الأهل، عند تعرض الطفل إلى موقف ما. 

كل تلك المواقف السابقة، تجعل الطفل يستسلم لمخاوفه أكثر، ويشعر أن كل شيء في العالم غير آمن. فالطفل الذي يتخيل الفراشة وحشًا يلاحقه، ربما لاحظ ذعر أمه من حشرة أخرى مشت على قدمه! 

 

مع ذلك، لست أنت المسؤول الوحيد عن مخاوف طفلك الزائدة، فهناك أسباب أخرى مرتبطة بــــ:

  • صدمة تعرض لها طفلك، اضطر فيها إلى مواجهة موقف أو صوت مخيف. 
  • بيئة مدرسية غير آمنة. 
  • مشاكل أسرية أثرت على استقرار الأسرة النفسي، كالطلاق أو الوفاة أو حتى المشاكل المتكررة بين الأم والأب. 
  • مشاهدة الطفل لمواقف مخيفة، مثل العنف الأسري، أو بعض أفلام الكرتون، أو أفلام الكبار. 

 

كيف أفرق بين خوف طفلي الطبيعي وبين الفوبيا؟

الخوف الزائد أو الفوبيا، ترافقه علامات أخرى يمكنك ملاحظتها على طفلك، أبرزها: 

  • استمرار الخوف من نفس المسبّب لفترة طويلة، وباختلاف ظروف الزمان والمكان. 
  • الصراخ الشديد والتعرق والرعشة وسرعة ضربات القلب وبرودة الأطراف. 
  • العزلة ونوبات البكاء عندما يقترب من مسبّب الخوف. 

 

نصائح للتعامل مع مخاوف ابنك 

  • لا تخف!

حاول ألا تظهر خوفك أمام طفلك، فأنت القدوة التي يتعلم منها كيفية إظهار مشاعره في المواقف المختلفة. وهذا لا يعني إنكار الشعور بالخوف، بل التوازن في التعبير عنه. 

فإذا شعرت كأب أو كأم بالخوف من موقف معين أمام طفلك، احتفظ بهدوئك، وأخبر طفلك بعد انتهاء الموقف أنك كنت خائفًا مثله لكنك حاولت التعامل مع الموقف. 

  • لا تسخر من مخاوفه

السخرية من مخاوف الطفل ستجعله يفقد الثقة بنفسه أكثر، ويخاف من الإفصاح لك عن أي شيء يشعر به. وربما يتحول الخوف من شيء ما إلى وسواس قهري، بسبب عدم التعامل الصحيح معه منذ الطفولة. 

  • لا تتجاهل مخاوفه

تجاهل مخاوف الطفل يجعله يشعر أنه غير طبيعي، وربما يرفض الحديث معك مجددًا عمّا يخيفه. تفهّم خوف الطفل، وتحدث عن السبب الذي جعله يخاف، وحاول أن تشرح له الحقائق التي تعيد له الطمأنينة والأمان. 

وبالعودة إلى مثال “الفراشة”، استعن باليوتيوب المليء بفيديوهات لطيفة عن عالم الفراشات، وحاول الاقتراب معه من فراشة بينما تحتضنه، ولا تجبره مواجهة الفراشة إذا كان غير مستعد نفسيًا. 

  • لا تحرجه

بعض الأهل يتعمد إحراج الطفل من موقف عبّر عن خوفه منه، مثل أن تقول له: “أرأيت.. أخوك الصغير لا يخاف مثلك” أو “أيها الجبان.. هناك فراشة تقترب منك”. 

  • لا تلفاز دون مراقبة

لا يمكنك -لأي سبب من الأسباب- ترك طفلك يشاهد فيديوهات وبرامج دون أن تعرف محتواها. قد تجد أنه يشاهد موادًا مرعبة أو عنيفة يتم تخزينها في عقله الباطن، ثم تخرج على شكل مخاوف. 

 

متى تستشير معالجًا نفسيًا؟ 

من المهم أن تلجأ إلى مختص نفسي إذا: 

  • استمر طفلك بالخوف نفسه رغم اتباعك النصائح السابقة. 
  • عرفتَ أن مخاوف طفلك مرتبط بصدمة تعرض لها. 
  • اكتشفتَ أنك السبب في مخاوف طفلك. 

 

احجز جلستك الآن من خلال “فامكير” لتعيد الأمان إلى نفسك وطفلك. 

 

تفاصيل الكاتب
منى السميط

منى السميط

أخصائي نفسي

5/5
أخصائية نفسية ، ماجستير ارشاد نفسي ،،مصنفة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ،، (( الاستشارة...
حجز موعد حجز موعد حجز موعد احجز الآن عن طريق تطبيق فامكير
x