قبل التفكير بالانفصال.. نصائح لاستعادة التوافق الزوجي
بعد انتهاء حفلة العرس الجميلة، يفكر الأزواج في شكل الحياة الوردية التي تنتظرهما. لكنهما مع مرور الوقت قد يكتشفان أنهما غير متوافقين، وتبدأ الخلافات تطفو على السطح. فما أسباب عدم الاتفاق بين الزوجين ؟
ما هو التوافق الزوجي؟
التوافق الزوجي أحد مؤشرات الحياة النفسية السليمة للزوجين، ويعني قدرة كلّ منهما على التكيّف مع شريك الحياة ومتطلبات الحياة الزوجية، بما يضمن استمرار الأسرة وتحقيق أهدافها بشكل خالٍ من الصراعات المستمرة.
والتوافق الزوجي، هو مجموعة من المكونات التي تشمل:
- التوافق في السمات الشخصية والصفات النفسية.
- التوافق في الصفات الأخلاقية والسلوكية.
- في العمر.
- في المستوى الاجتماعي والمالي.
- الفكري والثقافي.
ففي علاقة ما، قد لا يوجد توافق عمري، لكن باقي مكونات التوافق موجودة، فتنجح. وفي علاقات أخرى قد تكون متوافقة عمريًا واقتصاديًا واجتماعيًا، لكنها غير متوافقة فكريًا وسلوكيًا ونفسيًا، فتفشل.
أي أن نجاح أو فشل العلاقة الزوجية، مرتبط بأكثر من عامل.
لماذا من المهم تحقيق التوافق بين الزوجين؟
- لأن التوافق الزوجي يجعل مكونات العلاقة الأساسية تنمو وتستمر. فقد يكون الزوجان محبيْن وناجحيْن مهنيًا، ويعيشان في مستوى اقتصادي مميز. إذا كانا متوافقيْن زوجيًا ستتحول كل تلك العوامل إلى حوافز تساعدهم في نجاح أسرتهم، والعكس صحيح.
- تطور مهارات التواصل المهمة للأسرة. فالزوجان المتوافقان، يتواصلان معًا بشكل جيد يقلل من الخلافات، وينقلان هذه المهارات إلى الأطفال الذين يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بكل حرية وراحة.
- تحقيق أهداف أسرية مهمة. فالتوافق يعين الأسرة ككل على تحقيق أهداف اجتماعية أو اقتصادية، أو حلّ مشكلة ما. كما أن التوافق يجعل عملية التربية أسهل، والتعامل مع الأبناء أسلس، وينقل جميع أفراد الأسرة إلى مكانة أفضل.
- التسامح، وهو كلمة السر التي تحلّ الكثير من الخلافات الزوجية والأسرية. فكل الأزواج -المتوافقين وغير المتوافقين- يتعرضون إلى مشاكل زوجية، لكن التوافق يسمح بحلّها والتسامح معها، مع وجود الاحترام المتبادل.
ما أسباب عدم الاتفاق بين الزوجين؟
عندما نتحدث عن عدم التوافق بين الزوجين، لا نعني اختلاف الاهتمامات الشخصية أو الهوايات، أو غيرها من الأمور غير الجوهرية.
عدم التوافق بين الزوجين يعني فقدان القدرة على إدارة أمور الأسرة دون خلافات، ويعني أن تكون الصراعات هي السمة السائدة على العلاقة باستمرار.
من أسباب عدم الاتفاق بين الزوجين :
- عدم التوافق الاجتماعي في العادات والتقاليد أو عدم التوافق الديني: فالاختلاف الجوهري في العادات والشعائر الدينية يمكن أن يسبب خلافات مستمرة تؤثر على سير الحياة اليومية. في المقابل، هناك أزواج مختلفون اجتماعيًا ودينيًا تستمر علاقاتهم، بسبب الاتفاق المسبق على حدود واضحة في العلاقة.
- الفارق العلمي والثقافي والفكري: فما يسيّر الحياة الزوجية هي طبيعة النظرة إلى الأسرة والأبناء والتربية، وقضايا الحياة بشكل عام. إذا كانت الفجوة كبيرة بين الزوجين ثقافيًا وفكريًا، ستظهر الكثير من الخلافات. ولا نعني بالفارق العلمي كمّ الشهادات التي حصل عليها الشخص، بل مدى رقي أفكاره الراسخة حتى لو حصل على الحد الأدنى من الشهادات العلمية.
- اختلاف البيئات بشكل كبير: ففي العديد من الأسر التي يكون فيها أحد الشريكين جاء من بيئة مختلفة تمامًا، ربما يواجه مشكلة في التوافق مع الشريك، خاصة إذا لم تكن لديه القدرة على التكيّف.
- التنشئة الأسرية ومفهوم الحياة الزوجية: فقد تجد شريكين متوافقين ظاهريًا في كل شيء، إلا أن أحدهما تربّى على عدم احترام الشريك، أو نشأ في أسرة سيئة أو تعاني الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية، أو أن أحد الشركاء غير مسؤول.
- النظرة إلى الحياة الزوجية الخاصة: فالتوافق الجنسي مهم لإكمال التوافق العاطفي، وقد يكون أحد الشريكين ينظر بطريقة خطأ أو منقوصة إلى هذه العلاقة.
الآثار النفسية لعدم التوافق بين الزوجين:
عدم التوافق بين الزوجين -في حال استمراره لفترة طويلة- يمكن أن يسبب العديد من المشاكل النفسية للزوجين والأطفال على حد سواء.
أبرز الآثار النفسية لعدم التوافق بين الزوجين:
- الشعور بالوحدة أو العزلة، ما ينعكس على سير الحياة اليومية.
- الاكتئاب ونوبات الحزن والانفعال، ما ينعكس بشكل واضح على العلاقة مع الأبناء.
- المشاحنات والغضب المستمر، نتيجة التوتر والقلق المستمر في العلاقة.
- فقدان الأمان، مع الشعور الدائم بأن الشريك/ة لا يقدر أو يحترم شريكه.
- الخوف والعجز أمام المشكلات، لأن الشريك/ة يعرف أنه لا يستطيع التوصل إلى حلّ وسط.
- عزلة أو اكتئاب الأطفال، ونفورهم من الجو الأسري ومن اجتماع الوالدين معًا.
- التأثير على الصحة العقلية والتحصيل العلمي للأبناء.
لماذا تنجح بعض العلاقات مع أن الزوجين غير متوافقين؟
ربما وأنت تقرأ الكلام السابق، تستذكر حالات كثيرة، انتهت فيها علاقات زواج مع أن الزوجين يبدوان متوافقين، بينما نجحت علاقات أخرى لأزواج مختلفين في الكثير من القيم والمعتقدات وأسلوب الحياة.
دراسة حديثة نشرت عام 2021 ركزت على هذا النوع من العلاقات، خلصت إلى أن مهارات التواصل بين الشريكين قد تكون أهم من الاهتمامات والسمات الفردية لكل منهما.
أي أن المهم هو كيفية تعامل الشريك مع شريكه، مثل الشعور المتبادل بالالتزام تجاه بعضهما وعلاقتهما، واستجابة كل منهما لاحتياجات الآخر، والدعم والمساندة، والحرص على الاستمتاع في الحياة الزوجية، إلى جانب انخفاض مستوى الصراعات.
وبالطبع هذا ليس أمر سهل التحقيق، بل يتطلب عملًا دائمًا وصحة نفسية جيدة من كلا الشريكين، للوصول إلى حالة السلام الزوجي، رغم الاختلافات الكثيرة بينهما.
اكتشفت أننا غير متوافقين… هل ننفصل؟
الانفصال هو الحل الأخير بعد فشل كافة محاولات الإصلاح والعمل على إصلاح العلاقة، خاصة عند وجود أبناء ومصالح مشتركة بين الزوجين.
لحسن الحظ أن هناك بعض الأمور التي يمكن أن يفعلها الزوجان لتعزيز التوافق بينهما، مثل:
- مناقشة جوهر الخلاف بينهما، ومحاولة الاتفاق على حدود شخصية واضحة في الأمور التي لا يمكن تغييرها.
- التركيز أكثر على ممارسة أنشطة ومهام وأدوار مشتركة.
- تعلّم مهارات التواصل البناء والحوار، لحل الخلافات.
- التركيز على وجود أهداف أسرية مشتركة تهم كلا الزوجين، مثل الأهداف الخاصة بالحفاظ على الأبناء وتطويرهم.
- المتابعة مع خبير علاقات أسرية، لإصلاح جوانب العلاقة التي أتلفتها الخلافات.
- المتابعة مع مستشار نفسي، لحل الاضطرابات الفردية التي يعاني منها كل شريك.
- البحث عن تطبيق استشارات نفسي عن بعد او التواصل مع طبيب نفسي لحل المشكلة
يمكنكما البدء الآن بإصلاح الحياة الزوجية، واستعادة عدم الاتفاق بين الزوجين ، من خلال استشارتنا في “فامكير” بكل سرية وسهولة.
تعرف على فامكير
فامكير تطبيق استشارات عن بعد لصحتك النفسية والارشاد الأسري و الإجتماعي مع افضل الأطباء و الاخصائيين لتقديم الاستشارت بالصوت والصورة بكل خصوصية عبر جوالك
ابدأ الآن واحجز جلستك من هنا.