التنمر يهدد صحة أبنائنا النفسية
يكادُ يكون التنمّر مرض العصر المنتشر في كلّ مكان! فالتنمّر هو طرق يستخدمها شخص لمضايقة شخص آخر جسديًا أو لفظيًا بصورة مستمرة، بين شخصين مختلفين في القوة. وينتج عن هذا
في عالمنا يُعاني طفل من كل 100 من التوحد -بحسب منظمة الصحة العالمية-. هذا الاضطراب الذي كثر الحديث عنه مؤخرًا، لا يزال يثير التساؤلات حوله إن كان عضويًا أم نفسيًا. وهل هناك علاج نهائي للتوحد ؟
الحقيقة العلمية المثبتة، تشير إلى أن التوحد أو اضطراب طيف التوحد هو مجموعة من الاعتلالات المرتبطة بنمو الدماغ، أي أنه مرض عضوي يظهر على الأطفال بعد سن الثالثة.
المشكلة أن هذه الاعتلالات تسبب اضطرابات أو أعراض نفسية واجتماعية، فنظن أن سببها نفسي.
لا شك أن العوامل البيئية والنفسية، تساهم في زيادة أعراض التوحد، لكنها ليست السبب الرئيسي له.
يتميز التوحد بأنه مرض غير قابل للشفاء منه بشكل كلي، لكن من الممكن المساهمة في تخفيف حدة أعراضه أو زيادتها، وهنا تتجلّى العلاقة بين الحالة النفسية وبين الاضطراب.
فالمصابون بالتوحد -على اختلاف درجة الإصابة- يعانون من رهاب اجتماعي، وبعضهم يعاني من اعتلالات عقلية، ويشعرون بالأمان في حالات معينة أو مع أشخاص معينين فقط، كما أنهم غير قادرين على التعبير لغويًا عن أنفسهم بسلاسة.
هذا الأمر يبين أن الحالة النفسية للمريض يمكن أن تساهم فعلًا في تخفيف حدة الأعراض التي يعاني منها.
فقد ثبت أن الرعاية الصحيحة والواعية في الأسرة والمدرسة والمحيط الاجتماعي، تكشف عن مواهب المصابين بالتوحد، وتجعل التعامل معهم أسهل.
كما تلعب الرياضة -خاصة السباحة وركوب الخيل- دورًا مهمًا في تهدئة التوتر العصبي الذي قد يشعر به المصاب باضطراب طيف التوحد، والتخفيف من نوبات الغضب.
في المقابل، الإهمال النفسي للمُصاب وتركه مُنعزلًا بحجة عدم القدرة على التعامل معه، سيزيد حالته النفسية سوءًا والتي تنعكس على شكل قلق دائم ونوبات غضب وسلوكيات صعبة.
من المهم أن نعرف أبرز أعراض اضطراب التوحد، لكن هذا لا يعني أنه يمكن أن نشخّصه بأنفسنا. فتشخيص المرض يحتاج أكثر من طبيب أطفال وطبيب نفسي وطبيب أعصاب، ويحتاج مراقبة حثيثة.
أما عن أبرز الأعراض التي تختلف في شدتها ومعدل ظهورها من مصاب لآخر:
بعض الرسائل الإعلامية تحاول التركيز على أن الأطفال المصابين بالتوحد هم عباقرة، لكن العلم لم يثبت ذلك.
ثلث المصابين باضطراب التوحد يعانون من إعاقات ذهنية، وثلثهم يشخّص بمستوى عقلي متوسط، بينما الثلث المتبقي تركّز أدمغتهم على التفوق بمهارات معينة، فيبدو لنا الأمر كأنه ذكاء مفرط.
فالخلل في طريقة عمل الدماغ قد تجعل المصاب سريع الحفظ على سبيل المثال، فتجد أطفالًا يحفظون القرآن كاملًا وهم مصابون بالاضطراب.
تخيل حجم الضيق الذي تشعر به لو كُسرت قدم ابنك، أو ارتفعت حرارته بسبب أمراض الشتاء. فما بالك لو تم إخبارك أن طفلك سيعيش حياة غير طبيعية، تتطلب منك اهتمامًا غير عاديًا ومهامًا قد تكون صعبة؟
إذا شعرت أنك تعاني نفسيًا بسبب تقبّل شخص مريض في أسرتك، يمكنك حجز جلستك فورًا، لمساعدة نفسك والآخرين.
لن نطلب منك أي معلومات شخصية، وسيتم العلاج بسريةٍ تامة، بالطريقة والوقت المناسب لك.