الصحة النفسية أساس وليست حاجة .. لا تصدّق هذه الخرافات عنها!
لا تصدّق هذه الخرافات عنها! بشكلٍ شبهِ يومي، نسمع عن أخبار الجرائم والانتحار والعنف وغيرها من المشاكل التي تنمّ عن مشكلة نفسية لدى مرتكبيها. وقد نظنّ لوهلةٍ أن هذه
كيف تحل أي مشكلة تواجهك ؟ وكيف أحل مشاكلي وأتجاوزها؟
هل سمعت بإنسان ليس لديه مشاكل؟ بالطبع لا! أو سمعت بأشخاص لا يستطيعون حلّ مشاكلهم أو تجاوزها بشكل مستمر؟ بالطبع نعم!!
مهارة حل المشكلات تعتمد على أسلوب علمي منظم ممزوج بالإبداع، لكن التفكير بحل المشكلات بشكل عام، يتخذ شكلًا واضحًا إلى حد كبير، ويتشابه في التنفيذ مهما كان نوع المشكلة.
أية مشكلة هي حالة من عدم الاتزان التي تُسبّبها عقبة ما، وتَحول بينك وبين تحقيق أهدافك وغاياتك. أي أن المشكلة تعيد رسم خطوط أهدافك بشكل لم تكن تتوقعه، وتجبرك على التفكير من جديد في شكل جديد لتستمر.
يفيد بإعادة النظر إلى المشاكل التي تعترض طريقك، فقد تكون سببًا في توضيح رؤيتك للأشياء والمفاهيم، وقد تزعجك في الوقت الحاضر لكنها تغير تفكيرك مستقبلًا.
قبل التعمق في الحلول لأي مشكلة، لا بد من معرفة أبعادها والتأثير الذي سوف تحدثه سواءً على الصعيد الحالي أو المستقبلي، ومدى علاقة هذه المشكلة بالمشاكل الأخرى إن وُجدت، إضافة إلى استذكار الأحداث التي كانت جزء أو كلّ في حدوث المشكلة.
هذا ليس سؤالًا استنكاريًا! إنه يساعدك في تحديد أهدافك من حلّ المشكلة بالفعل. فهل تريد حلّ المشكلة لتتجاوز آثارها النفسية والاجتماعية؟ أم لأنك لن تستطيع المواصلة وهي تقف عقبة في طريقك؟ أم تريد حلّها لتتعلم طريقة جديدة في التعامل مع المواقف المشابهة؟
هذه النقطة تعتمد على نوع المشكلة التي تواجهك، فلكل مشكلة آليات خاصة تعمل من خلالها على حلها. بالطبع، يجب وضع تقييم مناسب لكل حلّ ودراسته بتأني للحصول على المسار الأفضل والأسرع والأكثر أمانًا. هذه المرحلة تسمى العصف الذهني، أي بذل كلّ جهدك لدراسة طرق حل المشكلة.
وهنا يجب أن تبدأ في تنفيذ الحلول التي وضعتها للحصول على النتائج، وتعديل التنفيذ بحسب هذه النتائج. هذه المرحلة تتطلب الثقة بالنفس، والمرونة، والشجاعة لاختبار أكثر من حلّ.
ولا نقصد هنا أن تنسى المشكلة كأنها لم تحدث، لأن تذكّرها يساعدك في الاستفادة مستقبلًا. بل نعني تجاوز تأثير المشكلة عليك، وعدم الاستمرار بلوم نفسك على الفشل.
في هذه المرحلة سنجد الكثير من الناس عالقين -للأسف- وغير قادرين على تجاوز وتخطّي آثار المشاكل التي يمرّون بها، ما يعني ضعف الثقة بالنفس، واحتمال التعرض للاكتئاب والعزلة، وعدم تقدير الذات.
مثلما ننصحك بالتمسّك بالمفاتيح الست السابقة، ننصحك بالحذر من بعض العقبات التي ستصعّب عليك طريق الحل.
من الطبيعي أن يكون لديك افتراضات حول العقبات والمسبّبات وغيرها، لكن المشكلة حين تعتبر هذه الافتراضات مسلّمات لا يمكن أن تكون خطأ وتبدأ بالتفكير بناء على ذلك.
إذا كنت تعتبر ذلك بديهيًا، فربما تنساه حين تحاول حلّ مشكلة. تخيّل أنك تلعب لعبة إلكترونية صعبة، وتحاول في كل مرة حلّ المرحلة بنفس الطريقة.. هل ستتجاوزها؟ بالطبع لا.
للأسف، الكثير منّا ينظر إلى مشاكله والحلول والخيارات المتاحة برؤية تقليدية واعتيادية، فتبدو له أن كلّ المشاكل غير قابلة للحلّ.
عندما تحاول حلّ مشكلة ما، تأكد من صحة معلوماتك. تأكد من فهمك الصحيح لما يحدث، وتأكد من فهمك للمصطلحات والأبعاد، وركّز على المعلومات التي تأكدت من صحّتها بالفعل.
لا ينجح دائمًا الاعتماد على مثل “اسأل مجرّب ولا تسأل طبيب”، لأن المجرّب قد لا يناسبك حلّه، وقد تختلف نظرته كليًا عن نظرتك، وقد يعتمد طريقة تقليدية للغاية في النظر إلى الحلول.
وربما تسأل نفسك الآن.. هل هذه المفاتيح تفيد في علاج مشاكلي فيما يخص علاقاتي الاجتماعية؟
بشكل عام نعم، لكن يجب أن تضيف عليها أن المشاكل في العلاقات الاجتماعية سواء مع شريك الحياة أو الأسرة أو الأصدقاء لا تختص بك وحدك. وهذا يعني أن عليك التحدث صراحة مع شريكك في المشكلة خلال التفكير في الحلول.
في العلاقات لا يوجد حلّ مثالي للطرفين، بل يوجد حلّ وسط. وفي العلاقات أيضًا، لا ينبغي أن يحلّ طرف واحد المشكلة كلّها بينما ينتظر الطرف الثاني الحل.
لست وحدك مَن يعتقد ذلك، فهناك الكثير من الأشخاص يفشلون في حلّ مشاكل معينة رغم تعدد محاولاتهم، وهناك مشكلات لا يمكن حلّها بالفعل، فما الحل؟
الحل الأول هو تقبّل وجود المشكلة. فمَن وُلد مع إعاقة جسدية، لا يستطيع تجاوز أو إلغاء هذه الإعاقة، لكنه يستطيع التعايش معها للتخفيف من أثرها عليه. هناك مشكلات يجب أن تنظر إليها على أنها أمر واقع وتبدأ بتقبّلها.
الحل الثاني هو طلب الدعم. اطلب الدعم من خلال الحديث إلى عائلتك وأصدقائك، كما يمكنك طلب الدعم المتخصص من خلال استشارة معالج أو أخصائي نفسي.
إذا كنتَ تفكر في مشكلتك الآن وتحتاج إلى الدعم، احجز جلستك من خلال “فامكير“.