نصائح للتخلص من الضغط النفسي في بيئة العمل والإرهاق الوظيفي
يسعى بعض الأفراد للوصول للتميز والنجاح، في ظل هذا السعي قد تلاحقه الكثير من الضغوطات، فكل من يسعى لتحسين علمه وقدراته، يواجه الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية من حوله،
“كنت أعتقد أنني تجاوزت تجربة الحادث الأليم الذي تعرضت له قبل عام، إلى أن خرجت أمامي شاحنة مماثلة لتلك التي رأيتها ليلة الحادث. تجمد الدم في عروقي، واستعدت التفاصيل كاملة، وعجزت عن التحرك خطوة إلى الأمام رغم أن بيني وبينها مسافة كافية. عرفت وقتها أنني لا أزال أعاني من اضطراب مع بعد الصدمة” ما هي طرق علاج اضطراب مابعد الصدمة ؟ .
لعلّ هذه القصة التي تعاملتُ معها مؤخرًا كمعالجة نفسية، أعادت إلى أذهانكم مواقف مشابهة حدثت معكم شخصيًا أو مع أشخاص تعرفونهم، بعد المرور بصدمة نفسية.
فهذا طفل خاف بشدة من صوت الرعد، لأنه تذكر مدينته التي كانت تُقصف بالطائرات باستمرار. وتلك السيدة شعرت بهلعٍ مفاجئ عندما صرخ زوجها على ابنهما الصغير، لأنها تذكرت العنف الذي تعرضت له في صغرها.
هؤلاء الأشخاص كانوا يعتقدون أنهم نسوا تلك الأحداث الصعبة التي مرّت بهم، لكنهم وجدوها تطفو مرة أخرى على السطح.
يمكن اعتبار اضطراب ما بعد الصدمة قنبلة موقوتة بالفعل، فهو اضطراب يصيب بعض مَن مروا بصدمات نفسية او تجارب مخيفة أو خطرة.
البعض يستطيع التعافي من صدمته، بينما البعض الآخر يعاني لأشهر وربما سنوات طويلة، وتتفاقم أعراضه، ويكتشف أن الماضي لا يزال يلاحقه بأحداثه المؤلمة.
يُشجع علماء النفس على أهمية الاستشارة النفسية، حيث أن علامات الاضطراب قد تظهر بعد ثلاثة أشهر، أو حتى بعد عام كامل من التعرض للصدمة النفسية، وغالبًا ما يرافقها شعور بالحزن والتوتر أو الاكتئاب.
يرتبط الاضطراب عادة بالصدمات النفسية الصعبة، سواء كانت حدثًا لمرة واحدة أو مجموعة من الأحداث المؤلمة المتراكمة، مثل:
عندما يظهر أمامك شيء مرتبط بالذكرى الأليمة التي كنت تعتقد أن دماغك دفنها في صفحات الماضي، تشعر فجأة بمجموعة من الأعراض، مثل:
الحديث عن أعراض الاضطراب عند الأطفال، يدفعنا للتحذير من أن الطفل قد يصاب بصدمة نفسية، حتى لو لم يتعرض لها بنفسه.
فقد يصاب الطفل بصدمة نفسية إذا رأى والده يضرب أمه باستمرار، ولم يتعرض هو للضرب. أو قد يتأثر الطفل بوفاة أم صديقه فجأة ويتخيل أنه مكانه باستمرار.
الخطير في الأمر أن الطفل قد لا يعبر مباشرة عن خوفه أو صدمته من حادث ما، فلا يعرف الأهل سبب معاناته وظهور أعراض جديدة عليه. لذلك، نحرص باستمرار على توعية الأهل بضرورة الرسم والتحدث مع الأطفال، والطلب منهم رواية قصص من خيالهم، كي نعرف ما أكثر ما يثير اهتمامهم أو قلقهم.
في إحدى الاستشارات الاجتماعية والمع أم لطفل في السادسة، قالت إنها رتّبت مفاجأة لطفلها في عيد ميلاده، ودعت أصدقاءه المفضلين دون أن تخبره، وما إن وصل الطفل إلى المطعم الذي ينتظره أصدقاءه فيه، حتى بدأ بالبكاء.
تقول الأم: “كنتُ أخبرته أنني سأخرج معه وحدنا لتناول الغداء، واعتقدتُ أن رؤية أصدقائه ستزيد سعادته. لم أتوقع أن ينقلب الأمر عليه، ولم أعرف وقتها لماذا بكى أو كيف أتصرف”.
بعد العمل مع الطفل من خلال والدته، اكتشفنا أن الطفل تعرض إلى صدمة معينة في موقف مشابه، وصار يخاف المفاجآت حتى لو كانت مُفرحة, ومن هنا يوصي بعض الخبراء بضرورة استشارة طبيب نفسي في حالة مثل هذه لفهم تفاعلات الأطفال ومساعدتهم على التعامل معها.
في الأساس يركز علاج اضطراب ما بعد الصدمة على نبش الماضي بشكل واعٍ مع المعالج النفسي، ومحاولة تقبّله والتعامل معه بشكل لا يؤثر سلبًا على الحاضر أو المستقبل.
بمعنى أن الذكريات السيئة ستبقى عالقة في الدماغ، لكنها لن تكون معيقًا في التعامل مع أحداث مفاجئة، وربما تتحول إلى معلّم للإنسان.
فذاك الذي تجمّد الدم في عروقه عندما صادف شاحنة تشبه التي ضربت سيارته، ربما يصبح أكثر وعيًا وحذرًا وقدرة على السيطرة على سيارته، بسبب الدرس الذي تعلّمه -بعد معالجة الآثار النفسية بالطبع-.
هناك استراتيجيات عديدة لعلاج ما بعد الصدمة، تعتمد على ظروف كل حالة، أبرزها:
الذي يركز على استرجاع الذكريات السيئة، وتعلّم تقنيات التعامل الواقعي معها، والتخلص من السلوكيات السلبية التي كانت ترافقها.
وهو خاص بعلاج الآثار النفسية للصدمة نفسها، ومحاولة تقبّلها.
مثل الانضمام إلى أشخاص مروا بتجارب مشابهة، ودمج الأطفال بأنشطة ترفيهية، وغيرها من المقترحات.
في بعض الحالات، يكون الشخص قد أخّر علاج الصدمة، وتحولت إلى اكتئاب أو قلق مفرط، وهنا قد يتدخل الطبيب النفسي بوصف أدوية ملائمة للحالة، في محاولة لتخفيف الأعراض.
فامكير تطبيق استشارات عن بعد لصحتك النفسية والارشاد الأسري و الإجتماعي مع افضل الأطباء و الاخصائيين لتقديم الاستشارت بالصوت والصورة بكل خصوصية عبر جوالك
ابدأ الآن واحجز جلستك من هنا.