fbpx

تدفن حزنك داخل كيس البطاطا؟ قد تكون مصاب باضطراب الأكل

غاده البرغش

غاده البرغش

أخصائي نفسي

ما هو مرض اضطراب الاكل ؟ - فامكير | Famcare

عندما ترى أمامك مائدة الطعام، ما أول ما تفكّر به؟ هل تتفقّد ساعتك الذكية التي تحسب لك السعرات المتبقية لهذا اليوم؟ أم تبدأ بالأكل بشراهة واستمتاع؟ إجابتك عن الأسئلة السابقة، تكشف الكثير حول صحتك النفسية والجسدية، فربما تكون مصابًا بأحد اضطرابات الأكل. 

ففي عالمنا اليوم الكثير من البدع الغذائية المتعلقة بنوعية الطعام، أو كميته. ويزداد الضغط عندما تُلاحقنا التكنولوجيا بحساب السعرات الحرارية ومستويات السكر، وعندما يرتبط فقدان أو اكتساب الوزن بمعايير مجتمعية جمالية. 

ففي بعض المجتمعات، البدين شكله أجمل، بينما في مجتمعات أخرى النحيف شكله أجمل، والكل يتسابق لينال الرضا المجتمعي حول شكله.  

 

لماذا نأكل؟!

علميًا، نحن نأكل لسدّ الجوع، وإمداد الجسم بالمواد اللازمة للنمو. أما عاطفيًا ونفسيًا، فنحن نأكل لأسباب مختلفة. 

نأكل إذا شعرنا بالفراغ أو البرد، ونحب مشاركة الطعام مع من نحبهم في الولائم والمناسبات تعبيرًا عن الامتنان والانخراط الاجتماعي. ونأكل في وقتٍ محدد امتثالًا لتعاليم دينية مثل وقتي السحور والفطور في فترة الصيام، وقد نأكل لنشغل أنفسنا عن شيءٍ يشغل تفكيرنا. 

وبغض النظر عن السبب الذي نأكل لأجله، نكون في حالة صحية طالما أننا نسيطر على مشاعرنا نحو الطعام. لكن في بعض الحالات، يخرج الأمر عن السيطرة، وتبدأ اضطرابات الأكل في الظهور. 

 

ما هو مرض اضطراب الاكل ؟ 

في فترات النمو المهمة مثل مرحلتي الطفولة والمراهقة، من الطبيعي ظهور بعض الاضطرابات في التغذية. لكن بالنسبة للبالغين، من المفترض أن يكون سلوك الطعام معتدلًا. 

من أبرز اضطرابات الأكل: 

  • فقدان الشهية العصبي :

الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي، يفضّلون الجوع على تناول الطعام، ويخافون بشدة من زيادة أوزانهم، ولديهم تصور عام مشوّه حول الصحة. 

وبشكل خاص، تجد العديد من الفتيات في بداية مرحلة العشرينات من العمر، مُصابات بالهوس حول اكتساب بعض الوزن. المشكلة في هذا الاضطراب، أن المصابين به يعرّضون صحتهم الجسدية للخطر، ولا يستمتعون بطقوس الأكل الجماعي. 

  • الشره المرضي العصبي :

هذا الاضطراب خطير جدًا، لأن المصابين به تصيبهم نوبات من الإفراط في الأكل، تليها محاولات للتخلص مما تناولوه من خلال القيء أو الأدوية المسهلة أو مدرّات البول. 

يعتقد المصابون بالشره العصبي أن النحافة تعادل الجاذبية، وينظرون إلى أجسادهم بصورة سلبية، لكنهم لا يستطيعون تجويع أنفسهم باستمرار، ولا يستطيعون التحكم منذ البداية بكميات أكلهم. 

  • الشراهة عند تناول الطعام :

اضطراب الأكل بِنَهم مُشابه للشّره المرضي العصبي، لكن بدون جانب إرجاع الطعام. يميل المصابون به إلى الاندفاع لتناول الطعام بشكل كبير عندما يشعرون باندفاع عاطفي. 

وغالبًا يشعر المصابون به بتدني احترام الذات والاستياء من الوزن الزائد، لكنهم لا يحاولون إرجاع الطعام او التحكم بكمّيته. 

 

أنا حزين.. سألتَهمُ حزني بقضمتين!! 

هذا ليس تشبيهًا لغويًا! إنه شرح بسيط للحالة العاطفية التي يشعر بها كثيرون. 

بشكل شخصي، هل سبق وكنتَ حزينًا فالتهمت كمية كبيرة من الطعام على دفعة واحدة؟ ربما شعرتَ حينها أنك تلتهم حزنك أو قلقك وتريد أن تقضي عليه بقضمتين!!

هذه الحالة تُعرف علميًا بالأكل العاطفي، وهي سمة مشتركة بين اضطرابات الأكل المختلفة. 

عندما تأكل بشكلٍ عاطفي، أنت لا تستخدم الشعور بالجوع أو الشبع للتحكم بالتهام الطعام، بل تستخدم المشاعر الإيجابية أو السلبية. 

وفي الواقع أن الجميع يعانون في مرحلة من مراحل حياتهم من الأكل العاطفي، ويتّجهون خاصة إلى الأكل المقلي والمالح أو الحلويات. فهذه الأطعمة تحفّز مراكز المكافأة في الدماغ، وترتفع نسبة الدوبامين الذي يجعلنا نشعر بالرضا مؤقتًا. 

تكمن المشكلة حين يصبح التهام العواطف نمط حياة منتظم، ويبدأ الشخص بفقدان السيطرة على شهّيته اتجاه الطعام. 

 

تقليدًا لنجمك المفضل أم لتعرضك للتنمّر؟ ما الذي تسبب باضطراب الأكل لك؟ 

لا تزال أسباب الإصابة باضطرابات الأكل غير دقيقة تمامًا، لكن هناك مسببات مشتركة بين المصابين بها بشكل كبير. 

على صعيد الأسرة، وجد الباحثون أنه من الشائع انتقال اضطراب الأكل بين أكثر من شخصٍ في الأسرة، وهو أمرٌ قد يكون وراثيًا أو نمطًا اجتماعيًا. 

وفي الواقع أن العوامل البيئية أو الاجتماعية هي من أهم المسببات لاضطرابات الأكل، نذكر منها: 

  • التنمّر على شكل الجسد. 
  • الارتباط بوصمة الوزن (نحافة أو سمنة). 
  • التعرض لضغوط عصبية. 
  • تعاطي الممنوعات. 
  • التقلبات الهرمونية في مرحلة النمو والمراهقة، أو اضطرابات الهرمونات الأنثوية. 
  • الإصابة بمرض ما يؤثر على الوزن والشهية. 
  • تأثير وسائل الإعلام، ومحاولة فرض صورة معينة لمفهوم الجسد الجميل. 

 

أبرز أعراض اضطرابات الأكل:

تظهر على المصابين باضطرابات الأكل أعراض سلوكية وعاطفية وجسدية. 

أبرز الأعراض السلوكية: 

  • الانشغال بالوزن والسعرات الحرارية.
  • التعليقات المتكررة حول الشعور بالسمنة. 
  • إنكار الشعور بالجوع “في اضطراب فقدان الشهية”. 
  • الإفراط في تناول أطعمة معينة، أو رفض تناول أطعمة معينة “حسب نوع الاضطراب”. 
  • الخوف من الأكل مع الآخرين
  • الأكل بشراهة
  • سلوكيات إرجاع الطعام.  
  • سرقة أو اكتناز الطعام.
  • إخفاء الجسد بالملابس الفضفاضة. 

 

أبرز الأعراض العاطفية: 

  • تدني احترام الذات. 
  • القلق والاكتئاب. 
  • الحاجة الماسة للموافقة الاجتماعية. 
  • قلة الدافع للانخراط في العلاقات أو الأنشطة الاجتماعية. 
  • الغضب بسرعة.
  • النقد الذاتي الشديد. 

 

أبرز الأعراض الجسدية: 

  • تقلبات ملحوظة في الوزن “سمنة أو نحافة”. 
  • مشاكل في الجهاز الهضمي (مثل تقلصات المعدة والإمساك والارتجاع الحمضي)
  • عدم انتظام الدورة الشهرية للفتيات. 
  • فقر دم، وخلل في الهرمونات وانخفاض معدل ضربات القلب “للمصابين بفقدان الشهية”. 
  • التعرض للدوار وقلة التركيز.
  • اضطرابات النوم
  • تغير في لون البشرة وجودة الشعر، وتورّم المفاصل. 

 

كيف يمكن علاج اضطرابات الأكل؟ 

هناك أنواع عديدة من أساليب علاج اضطرابات الأكل، حسب المسبب الرئيسي لها، وشدة الاضطراب وغيرها من العوامل. 

العلاج الدوائي: يستخدم عندما تصبح الحاجة ماسّة لاستعادة الوزن الطبيعي من أجل الحفاظ على الحياة. 

العلاج النفسي: وهو أنواع عديدة أيضًا أبرزها العلاج بـ : 

  • التحليل النفسي: ويهدف إلى تخليص الفرد من الصراعات التي تسببت بحدوث الاضطراب. 
  • المعرفي: ويهتم بتصحيح الأفكار الخاطئة حول تقدير الشخص لنفسه، وحول صورة الجسد. 
  • السلوكي: ويركز على التخلص من السلوك غير الطبيعي اتجاه الأكل. 
  • السلوكي المعرفي: ويركز على تحسين السلوك اتجاه الأكل، من خلال التحكم في التفكير السلبي. 
  • العلاج النفسي الشخصي: ويهتم بعلاج المشاكل الاجتماعية والنفسية المسببة للاضطراب. 
  • العلاج الجماعي: ويكون على مستوى الأسرة كوحدة واحدة، أو على مستوى الجماعات الصغيرة المشتركة بالاضطراب. 
  • بالتدوين: ويكون بحثّ المصاب على كتابة إيجابيات وسلبيات اضطرابات الأكل من وجهة نظره، والكتابة حول شكل حياته كما يتخيلها بدون هذا الاضطراب. 

 

سارع في طلب العلاج!

سرعتك في طلب العلاج من اضطرابات الأكل، يضمن عدم تفاقم الأعراض الجسدية والنفسية. لدى فامكير أخصائيون يستطيعون علاج الاضطرابات المختلفة بأفضل الأساليب العلمية والسلوكية. 

سارع في طلب العلاج واحجز جلستك الآن. 

تفاصيل الكاتب
غاده البرغش

غاده البرغش

أخصائي نفسي

4.9/5
أخصائية نفسية جامعه الملك سعود / ماجستير في علم النفس توجيه وإرشاد... خبره في...
حجز موعد حجز موعد حجز موعد احجز الآن عن طريق تطبيق فامكير
x