عادي أتصل على أحد وادعي يا رب ما يرد؟
يخطر ببالك فلان، فتتصل به وتدعو في الوقت ذاته “يا رب ما يرد”! تتحدث مع آخر عبر واتس أب كتابيًا، وتكون غير مرتاح لو اتصل بك صوتيًا. هل تحدث معك
يكادُ يكون التنمّر مرض العصر المنتشر في كلّ مكان! فالتنمّر هو طرق يستخدمها شخص لمضايقة شخص آخر جسديًا أو لفظيًا بصورة مستمرة، بين شخصين مختلفين في القوة. وينتج عن هذا السلوك شخص متسلّط يستمر في محاولات الإيذاء، وآخر ضحية يعاني من الخوف والضيق والأذى.
في المدارس وبين المراهقين، وفي الجامعات، وحتى داخل البيوت وعبر منصات التواصل الاجتماعي ينتشر المتنمّرون. وقد نكون في يوم من الأيام مارسنا بعضًا من هذا التنمّر دون أن ننتبه إلى آثاره السلبية على الصحة النفسية.
وقد أثبتت الإحصاءات العالمية -للأسف- أن التنمّر منتشر بشكلٍ واسع جدًا بين الطلاب، وأنه من أسباب انتحار المراهقين الأساسية. فقد يجد طالبًا كلامًا مسيئًا له منتشر بين زملائه، وقد يجد صورًا مسيئة له على هواتفهم، وقد يتعرض للضرب والأذى في الحافلة أو المرحاض أو الحديقة مثلًا.
للتنمر أشكال عديدة، نستعرض هنا أبرزها المرتبط بالأطفال والمراهقين بشكل أساسي، وهي:
حيث يجتمع عدد من الطلاب على طالب بينهم، ويطلقون عليه عبارات مسيئة ويسمونه ببعض الأسماء التي تعبر عن الصفة التي ينبذوها فيه. ويعد هذا أصعب أنواع التنمر، يجعل الطفل يكبر بشكل غير سوي محب للانعزال وراغب في الابتعاد عن كافة المحيطين به.
ويتخذ نطاقًا أوسع بكثير، حيث أصبح الجميع يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، ويطّلعون يوميًا على آلاف المنشورات، ويتشاركون مقاطع السخرية التي تؤذي مشاعر الآخرين وتحث على الفرقة.
يمكن أن يمارسه الزملاء في المدرسة أو الأقران في الحي، أو حتى الأخوة. ويعني الاعتداء المستمر بالضرب والعراك على الشخص الأضعف.
وهو توجيه إهانات لشخص آخر بسبب لونه أو دينه أو معتقداته، سواء بشكل مباشر وجهًا لوجه أو عبر الوسائط الإلكترونية.
وهو تنمّر يبدأ عادة في سن المراهقة، من خلال قول أو فعل قصده إهانة الشخص الآخر جنسيًا. قد يكون من خلال كلمات أو حركات أو صور مسيئة.
التنمّر يسبب الكثير من المشكلات النفسية سواء للأطفال أو المراهقين أو حتى البالغين. لكن أثره يكون أخطر على فئة الأطفال بسبب عدم القدرة دائمًا على المواجهة أو التصرف، أو حتى بسبب التعرض للإيذاء الشديد.
فقد كشف الباحثون أن الطلاب الذين يتعرضون إلى التنمر داخل المدرسة، هم أكثر عرضة لانخفاض تحصيلهم الدراسي وفقدان التواصل داخل الفصول. فالتنمّر لا يؤثر على حياتهم العاطفية والاجتماعية فقط، بل يمتدّ إلى تدهور تحصيلهم العلمي. ووجدت الدراسات أن الطلاب الذين تعرضوا للتنمر فقط في الصفوف الأولى، نجحوا بعد ذلك في اكتساب الثقة بالنفس والاعتزاز بها، وقد تَحَسّن تحصيلهم الدراسي بشكلٍ ملحوظ بعد أن توقّف تعرّضُهم للتنمر.
أحد أكثر الأمراض النفسيّة الشائعة في العالم، وهو مختلف تمامًا عن التقلّبات المزاجية العادية أو الانفعالات اللحظيّة التي لا تدوم طويلًا. ففي الاكتئاب يعاني الفرد من نوبات يشعر خلالها بالعجز التامّ، وعدم الشعور بالمتعة في الأمور التي كانت تمتعه في العادة، والشعور بعدم الاهتمام وقلة النشاط. كما يصاحب المكتئب شعور بالقلق وقلة تقدير الذات، وقد يؤثر على الصحة الجسدية للطفل إذا ما تطوّر ولم يتم التدخّل للعلاج.
وقد توصلت البحوث إلى أن التنمر مسؤول عن ثُلث حالات الاكتئاب خلال فترة المراهقة. وكشفت دراسات أخرى أن الأشخاص الذين عانوا من التنمر المتكرر في سنّ الثالثة عشر، هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بعد سن الثامنة عشر بالمقارنة مع الأفراد الذين لم يتعرّضوا للتنمر.
وهو حالة تؤدي إلى الخوف غير المفسّر والقلق والتوتر والشعور بالانفعال في المواقف الاجتماعية. ويؤدي هذا الاضطراب إلى إعاقة الأنشطة اليومية الاعتيادية في المدرسة أو غيرها، حيث يخاف الطفل من تركيز الآخرين على أفعاله ومراقبته، ويشعر بالخوف من حكمهم عليه. ويعدّ هذا الاضطراب حالة صحية نفسية مزمنة، ينتشر بين مَن تعرضوا للتنمر أمام الناس.
الانتحار المسبب الثالث عالميًا للوفاة، منتشر بشكلٍ خطير جدًا بين المراهقين. تخيّل أن الكثير من المراهقين يقررون إنهاء حياتهم فقط لأن شخصًا ما يُضايقُهم، ما يكشف الخطر الحقيقيّ للتنمر.
فمن أهم أسباب الانتحار هو سوء المعاملة، ومن أكثر الناس المعرضين للانتحار هم الفئات المستضعفة في المجتمع والتي تتعرض للتنمر. كما أن للانتحار علاقة وثيقة مع الاضطرابات النفسية الأخرى كالاكتئاب والصدمات واضطرابات النوم والقلق، وأيضًا تعاطي المخدرات.
لن يقول جميع الأطفال أنهم يتعرضون للتنمر، بسبب الخوف أو الخجل أو عدم التأكد من ردّ فعل أهلهم. لذلك من المهم أن يلاحظ الأهل بأنفسهم الأعراض التالية:
بسبب نسبة انتشار التنمّر الواسعة، والآثار الصحية الخطيرة على النفسية والجسد، من المهم أن يبادر كلّ شخص لمواجهة التنمر، سواء تعرض لموقف شخصي أم لا.
في “فامكير” مختصون نفسيون جاهزون لمساعدتك في أي وقت بمنتهى الخصوصية. ما عليك سوى حجز جلستك الآن، والحديث بكل صراحة عن الآثار النفسية التي تخشاها.